توسّع الاحتجاجات الطلابية في أوروبا رفضًا لحرب إسرائيل على غزة (تقرير)

توسّعت الاحتجاجات الطلابية الداعمة للفلسطينيين والرافضة للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والتى انطلقت من الجامعات الأمريكية، إبريل الماضى، لتشمل العديد من الدول الأوروبية، في المقابل نفذت الشرطة الأمريكية اعتقالات جديدة لعدد من الطلاب.
وفى تعبير واضح عن انضمامهم إلى جانب أقرانهم في الولايات المتحدة لرفض العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ودعما للفلسطينيين، نظّم طلاب بريطانيون مخيمات احتجاجية في حرمى جامعتى «أكسفورد وكامبريدج» في انجلترا، ونصبوا العشرات من الخيام ذات الألوان الزاهية خارج متحف جامعة أكسفورد للتاريخ الطبيعى الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.
وقال الطلاب، وهم يقفون أمام الخيام ويرفعون العلم الفلسطينى، إنهم ينضمون إلى 100 جامعة في أنحاء العالم للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث يطالب المتظاهرون الجامعات بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل ووقف الحرب.
ووفقا لتقارير إعلامية، قالت مجموعتان تدعيان «أكسفورد أكشن من أجل فلسطين» و«كامبريدج من أجل فلسطين»، في بيان مشترك، إنهما «ترفضان قبول تواطؤ جامعتينا في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى.. لا يمكن أن تستمر أرباح أكسفورد وكامبريدج في الارتفاع على حساب حياة الفلسطينيين، ويجب أن لا تبنيا سمعتهما بعد الآن على تبرير الجرائم الإسرائيلية».
وأشار متحدث باسم جامعة أكسفورد، إلى أن الإدارة كانت على علم بالمظاهرة، مضيفا: «نحترم حق طلابنا وموظفينا في حرية التعبير في شكل احتجاجات سلمية، ونطلب من كل من يشارك أن يفعل ذلك باحترام وتمدن وتفهم، ولا يوجد مكان للتعصب في جامعة أكسفورد».
بالتزامن مع ذلك، قالت السلطات الهولندية، أمس، إن شرطة مكافحة الشغب فضت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة أمستردام، واعتقلت نحو 125 شخصا في اشتباكات اتسمت في بعض الأحيان بالعنف، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وقالت الشرطة إنها اضطرت إلى التحرك لوقف الحدث وتفكيك الخيام التي نصبها المتظاهرون الذين استخدموا العنف ضد الشرطة في مكان المظاهرة، وأضافت: «كان تدخل الشرطة ضروريا لاستعادة النظام، ونرى الصور على وسائل التواصل الاجتماعى، وندرك أن تلك الصور قد تبدو عنيفة».
ووفقا لما ذكرته تقارير إعلامية، تظاهر عشرات الطلاب في الجامعة، مساء أمس الأول، وحثوا جامعات أمستردام على قطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، بسبب هجماتها المدمرة على قطاع غزة، فيما أوضحت الشرطة أن الحرم الجامعى كان هادئا، صباح أمس، لكن الضباط ظلوا متواجدين في المنطقة.
في سياق متصل، نفذت الشرطة الأمريكية اعتقالات جديدة، وفقا لما أوردته تقارير إعلام، وفى جامعة كاليفورنيا سان دييجو، فضت الشرطة مساء أمس الأول، مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين، واعتقلت 64 شخصا، بينهم 40 طالبا.
وفى جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، حطم الطلاب المتظاهرون حاجزا أقامته الإدارة في ساحة الاعتصام، وأعادوا دخولها من جديد رغم انتهاء مهلة حددتها لهم إدارة الجامعة.
ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بوقف برامج التعاون بين جامعتهم وجيش الاحتلال الإسرائيلى، في غضون ذلك، أعلنت جامعة كولومبيا في نيويورك، التي أصبحت مركزا للاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة، إلغاء حفل التخرج الرئيسى، في وقت تسعى المؤسسات التعليمية لاحتواء المظاهرات المتواصلة منذ أسابيع.
وأشارت الجامعة، أمس الأول، إلى مخاوف أمنية دفعتها لإلغاء الحفل المقرر في 15 مايو الجارى، واستبداله بفعاليات أصغر، وقالت في بيان: «سنركز مواردنا على هذه الاحتفالات في الجامعة وعلى إبقائها آمنة، وتحترم الجميع، وتجرى بسلاسة».
في السياق ذاته، أعلن 13 قاضيا اتحاديا أمريكيا من المحافظين، أمس الأول، رفضهم لتعيين طلاب من كلية الحقوق أو الطلاب الجامعيين بجامعة كولومبيا، ردًا على طريقة تعاملها مع المظاهرات الداعمة لغزة.
ووصف القضاة، وجميعهم عينهم الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، الحرم الجامعى في مانهاتن، بأنه «حاضنة للتعصب» في رسالة إلى رئيس الجامعة، نعمت شفيق، وعميدة كلية الحقوق، جيليان ليستر.
وجاء في الرسالة أن «الأساتذة والإداريين على حد سواء، هم في مقدمة اضطرابات الحرم الجامعى، ما يشجع الانتشار الخبيث لمعاداة السامية والتعصب»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
ويعين القضاة الاتحاديون خريجى كلية الحقوق سنويا للتدريب العملى لمدة عام، وهو ما قد يساعدهم في الحصول على وظائف مرموقة وعالية الأجر، حيث يمثل القضاة ال 13 شريحة صغيرة من نحو 900 قاض اتحادى في البلاد.
وكتب القضاة أن المقاطعة ستطبق على الطلاب الذين يدخلون جامعة كولومبيا هذا الخريف، وطالبت الرسالة بإنزال «عواقب وخيمة» على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا في احتجاجات الحرم الجامعى.
إلى ذلك، تجمع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين، مساء أمس الأول، في مكان قريب من متحف متروبوليتان، الذي يستضيف حفلة «ميت جالا» تنديدا بالعدوان الإسرائيلى على غزة، قبل أن توقف عناصر الشرطة عددا منهم.
ومن بين نقاط تجمع المتظاهرين كان عند مداخل جامعة كولومبيا، قبل أن يعبروا «مانهاتن» للاقتراب قدر الإمكان من متحف متروبوليتان الذي استضاف «حفلة ميت جالا» وهى أمسية اجتماعية وخيرية تتمحور حول الموضة ويشارك فيها عدد كبير من المشاهير، وفقًا لما ذكرته وكالة «فرانس برس».
ووفقا لتقارير إعلامية، تعذر معرفة عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم بالتزامن مع مرور النجوم على السجادة الحمراء والتقاط المصورين لقطات لهم، إلا أن «فرانس برس» أكدت توقيف أشخاص عدة، فيما أشارت صحيفة «نيويورك ديلى نيوز» إلى توقيف نحو 10 متظاهرين من بين مئات الأشخاص الذين تجمعوا في محيط متحف متروبوليتان.
ووفقا للتقارير الإعلامية، لا يبدو أن هذه المظاهرة مرتبطة بالاحتجاجات التي هزت حرم جامعة كولومبيا، وكان المنظمون قد نشروا عبر منصة «إكس» منشورا لحدث أطلقوا عليه «يوم الغضب من أجل غزة في المدينة بأكملها».