حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، من تداعيات إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر تهجير للنازحين الفلسطينيين في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، مشددًا على أن الهجوم البري الإسرائيلي الوشيك على رفح قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين، وسيؤدي إلى موجة أكبر من النزوح والمزيد من الاكتظاظ وقتل فرص الحصول على الغذاء الأساسي والمياه في وقت قد ينهار تمام النظام الصحي شبه المدمر أصلًا. وقال «الأورومتوسطي» في بيان، إن جيش الاحتلال، بدأ إنذار السكان المدنيين لإخلاء الأحياء الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية، لا سيما منطقة «الشوكة» وأحياء «السلام» و«الجنينة» و«البيوك»، من خلال منشورات مكتوبة ورسائل نصية واتصالات هاتفية مسجلة باتجاه منطقة «المواصي» غربي مدينة خان يونس المجاورة، وذلك دون أي توضيح لكيفية نقل المدنيين بأمان إلى المنطقة المذكورة، أو كيفية تنظيمهم فور وصولهم. وأضاف «الأورومتوسطي» أن أوامر التهجير الجديدة من جيش الاحتلال رافقها التحذير من أن مدينة غزة وشمالها «ما زالت منطقة قتال خطيرة»، ومنع السكان الفلسطينيين من العودة شمالًا، وفي وقت تكثفت الغارات الجوية في الساعات الأخيرة على منازل سكنية في رفح، ما خلف 26 قتيلًا على الأقل أغلبهم أطفال ونساء، وعشرات المصابين، إضافة إلى فقدان آخرين تحت الأنقاض. وقال «الأورومتوسطي» إن أوامر التهجير لمئات الآلاف من السكان المدنيين لا تعني بالضرورة تحييدهم أو حمايتهم من الهجمات العسكرية، خاصة وأن الغالبية العظمى من هؤلاء نزحوا بالفعل مرات عديدة ولا يملكون ملاذًا آخر. وأكد «المرصد الأورومتوسطي» أن أوامر التهجير التي يصدرها جيش الاحتلال قبل شن عمليات برية تحتوي على مجموعة من الأخطاء الجسيمة، بما في ذلك تقديم معلومات متناقضة وتسمية مناطق بشكل خاطئ بما لا يوفر أي ملاذ آمن للمدنيين النازحين، وقد ينتهك التزام إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي بتقديم «تحذيرات متقدمة فعالة». وأبرز«الأورومتوسطي» أن أي عملية عسكرية برية لجيش الاحتلال في رفح تهدد على نحو بالغ الخطورة بارتكاب مجازر مروعة ومذبحة لمئات الآلاف من المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء، ووقف عمليات الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع قطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل ما تزال تنفذ أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حين أجبرت بأوامر إخلاء عسكرية وتحت وطأة القصف والقتل نحو مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، حيث يتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح الفلسطينية. وجدد «الأورومتوسطي» مطالبة المجتمع الدولي بوجوب الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف هجومها العسكري وللامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين. غزة: بدء إسرائيل الوشيك عملية عسكرية في رفح إعلان إعدام لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني بالمدينة https://t.co/yHW6E4vZAp — المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) May 6, 2024
