قدرت الأممالمتحدة تكلفة إعادة بناء قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، لافتة إلى أن عملية التعافي من الدمار الكبير وغير المسبوق الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي المستمر قد يستغرق حوالي 80 عامًا. وفي مؤتمر صحفي في عمان، أمس الخميس، قال عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن إعادة الإعمار في قطاع غزة هي مهمة باهظة الثمن ستستغرق وقتًا طويلًا. وأشار إلى أن التكلفة تقدر بحوالي 18 مليار دولار، وفقًا لما رصدته الأقمار الصناعية من الدمار، لكن هذا ليس الرقم النهائي على الأرض. وأضاف الدردري أن «التقديرات الأولية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي لإعادة بناء كل ما تم تدميره في غزة تتجاوز 30 مليار دولار وقد تصل إلى 40 مليار دولار". واعتبر أن هذه "مهمة لم يتعامل معها المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية». وأشار إلى أنه تم مناقشة تمويل إعادة الإعمار مع بعض الدول العربية وهناك إشارات إيجابية حتى الآن، دون أن يقدم تفاصيل أخرى. وأوضح أن الاعتماد على الأطر التقليدية لإعادة البناء يعني أن "الأمر قد يستغرق عقودًا من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإيواء الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية خلال الثلاث سنوات الأولى بعد وقف إطلاق النار. وأكد الدردري أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل إلى 37 مليون طن، معتبرا أن هذا الرقم «هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ ال40 مليون طن». وأشار إلى أن 72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا، بينما التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. قائلا: «أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح». واعتبر أن «المرحلة الأخطر هي أن يتوقف إطلاق النار ولسنا جاهزين. لذلك، لا بدّ أن نكون جاهزين ومستعدين لتوفير السكن المؤقت الكريم وإزالة الركام والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام».
