على الرغم من الرفض الدولي لدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، لما له من تداعيات ضخمة من شأنها أن تتسبب في كارثة إنسانية تلقي بظلالها على ما يقرب من 1.2 مليون نازح فلسطيني، إلا أن «نتنياهو» لوح في أكثر من لقاء له على إصراره على أن يصل إلى أبعد نقطة في قطاع غزة أملا في القضاء على ما تبقى من حركة حماس. على حد قوله. الرأي العام الدولي حذر كثيرا من مغبة الاجتياح البري لمدينة رفح الفلسطينية، لا سيما أن المدينة التي لا تتعدى مساحتها55 كيلومتر تضم بين جنباتها قرابة ال 1،2 مليون نازح فلسطيني تم تهجيرهم قسريا من شمال وجنوب القطاع منذ اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة. يفند عمر رحال، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الأسباب والدوافع وراء إصرار نتنياهو على الاجتياح البري لقطاع غزة. أسباب إصرار نتنياهو على اجتياح رفح قال «رحال» في تصريح ل«المصري اليوم»: «يوجد مجموعة من الأهداف التي يرغب بنيامين نتنياهو بتحقيقها وان يتحصل عليها من خلال اجتياح مدينة رفح، يأتي على رأسها أن يوقع المزيد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين جراء هذا الاقتحام والاجتياح. ويضيف «رحال» أما ثاني أهدافه يتمثل في التهجير القسري للفلسطينيين، وثالثها فإن نتنياهو يريد من وراء هذه العملية العسكرية المحافظة على حكومته وائتلافه الحاكم الهش، وبالتالي كلما أوغل في قتل الفلسطينيين كلما كان هناك امتداد للحرب كلما كان محافظًا على هذا الائتلاف ومتماسكًا. واستطرد أستاذ العلوم السياسية: «هناك هدف شخصي لنتنياهو بأن يبقى لأكبر فترة ممكنة في كرسي الحكم في إسرائيل وفي المشهد السياسي وبالتالي يريد إطالة أمد الحرب وان يحافظ على مستقبله السياسي، بالإضافة إلى الضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن ينجح في مناورتها في مواجهة مطالباتها الدائمة بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وتجنب استهداف المدنيين في قطاع غزة، من أجل تقديم المزيد من المساعدات له وتقديم المزيد من الدعم السياسي الدولي للعملية العسكرية في قطاع غزة. واختتم «رحال» حديثه قائلا: «كما أن ذلك مرتبط في الداخل الإسرائيلي، فيما يتصل بتحقيق أهداف العدوان على القطاع والمتمثلة (باجتثاث المقاومة) وأيضًا تحرير الأسرى تحت الضغط العسكري، وأنه هو من يقرر وقف الحرب بالوقت الذي يراه مناسباً، بمعنى أنه هو الذي يحدد قواد اللعبة والاشتباك».
