نجح المدرب المغربى حسين عموتة فى قيادة المنتخب الأردنى لتحقيق إنجاز تاريخى، ببلوغ نهائى كأس آسيا 2023، بعد الفوز على كوريا الجنوبية بهدفين دون رد، ليتأهل إلى النهائى لأول مرة. ولا يجب أن يمر هذا الفوز التاريخى مرور الكرام دون تسليط الضوء على المدرب المغربى الذى شكك فيه الكثيرون قبل انطلاق البطولة، لكنه ركز فقط على مجموعته، وأخذ الأمر خطوة خطوة، حتى كتب التاريخ من جديد للمنتخب الأردنى. «عموتة»، المدير الفنى الحالى ل«النشامى»، والأسبق للمنتخب المغربى ولفريق الوداد، والذى لم يراهن عليه أحد سوى رجال الاتحاد الأردنى لكرة القدم، قبل انطلاق بطولة كأس آسيا لعب المنتخب الأردنى أمام النرويج، وأذربيجان، وإيران، والعراق، وبعد 4 مباريات بدا كل شىء كأنه يسير فى الاتجاه الخاطئ بالنسبة ل«النشامى»، حيث تعرض الفريق لأربع هزائم محبطة بين سبتمبر وأكتوبر، واهتزت شباك الفريق 13 مرة، فى حين لم يسجل سوى فى 4 مناسبات فقط. وثارت الجماهير الأردنية وقتها على «عموتة» وما حدث فى تصفيات كأس العالم، والخسارة أمام السعودية فى الأردن، والتعادل مع الخصم الأضعف طاجيكستان زاد من حدة الانتقادات، وظن البعض أن الاتحاد الأردنى سيخرج ليقيله قبل البطولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن هذا لم يحدث، على النقيض تمامًا ظهر مروان جمعة، نائب رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم، وأكد فى تصريحات صحفية على الالتزام بالعقد الذى يربطهم بالمدير الفنى المغربى. ما كانت إلا أسابيع قليلة وثبتت صحة وجهة نظر الاتحاد الأردنى لكرة القدم، ورأينا نفس الرجل الذى لم يحقق أى فوز فى 6 مباريات يصل إلى ما لم يصل له أى مدير فنى سابق حتى هؤلاء الأساطير، مثل: محمود الجوهرى، وحسام حسن. «عموتة» نجح فى منح المنتخب الأردنى أرقامًا غير مسبوقة له فى بطولة كأس آسيا، بعدما حقق الفريق الفوز فى 3 مباريات، وخسر مباراة واحدة كانت شبه تحصيل حاصل فى دور المجموعات أمام البحرين. تسجيل منتخب الأردن 12 هدفًا فى نسخة واحدة من كأس آسيا هو أمر لم يحدث من قبل، حيث كانت أفضل مشاركة تهديفية للفريق فى نسختى 2011 و2015 عندما أحرز 5 أهداف، أى أقل من نصف الرصيد الحالى للفريق، والذى هو قابل للزيادة. أما دفاعيًا، فصحيح أن الفريق تلقى 5 أهداف، لكن لم يسبق للأردن الخروج بشباك نظيفة فى 3 مباريات بالبطولة فى تاريخها سوى فى 2004 فى الصين، و2019 فى الإمارات، ووقتها حقق فريق «النشامى» كل الشباك النظيفة الخاصة به فى دور المجموعات، على النقيض من الوضع حاليًا، حيث يملك المنتخب الأردنى مباراتين بشباك نظيفة فى أدوار خروج المغلوب. باستثناء كأس إفريقيا للمحليين، التى حققها الحسين عموتة برفقة منتخب بلاده فى العام 2021، لم يحقق المدرب المغربى أى شىء يُذكر منذ أن نال لقب دورى أبطال إفريقيا على حساب الأهلى المصرى برفقة الوداد فى 2017. لكن ما حدث مع المنتخب الأردنى حتى الآن فى كأس آسيا أظهر للجميع المعدن الحقيقى للمدرب الذى عانى فى الكثير من الأوقات الصعبة مع الفرق المحلية فى المغرب.
