رغم الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش السودانى، وانقطاع الاتصالات، وفقدان الكثير من دور النشر ومخازن الكتب بالخرطوم وتعرضها للقصف.. إلا أن هناك مشاركة ملحوظة من قبل دور نشر سودانية داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب. «محمد نصر» فقدَ مكتبته بمدينة الخرطوم، نتيجة الأحداث الدائرة فى السودان، وفقد أيضًا دار النشر التى يعمل بها: مخازنها ومطابعها ومنافذ بيعها، ورغم ذلك تمكن من المشاركة فى معرض الكتاب بإصدارات جديدة، طُبعت فى مصر. وكان مقر «دار المصورات للنشر» بولاية الخرطوم، قبل أن تصبح الدار والمخزن مقرا للعمليات العسكرية الدائرة فى الخرطوم. يقول محمد نصر: «إن كل دور النشر السودانية الموجودة بالخرطوم إما أنها تعرضت للقصف أو أصبحت مركز عمليات.. وحتى كل المطابع فى الخرطوم تأثرت، فحركة النشر توقفت فى الخرطوم، مؤكدا أن دور النشر إما فقدت مخازنها أو منافذها أو مطابعها، وبالتالى الأغلب بدأ يبحث عن البدائل المتمثلة فى البحث عن مناطق أخرى للطباعة، وكان من هذه البدائل الطباعة فى مصر». وتابع: «جميع الإصدارات الجديدة التى شاركت بها الدار فى معرض القاهرة تمت طباعتها فى مصر، وبعض الكتب الأخرى كانت مشاركة فى معارض خليجية ومصرية، فلم تأت أى كتب من السودان بسبب الأحداث هناك وصعوبة خروج الكتب». لم يقتصر الإقبال على شراء الكتب من قبل المصريين فقط، بل شهدت دور النشر السودانية إقبالا من أبناء السودان ومصر وجنوب السودان، واضطرت العديد من دور النشر السودانية لاستئجار مخازن لها فى مصر، وأيضًا طباعة إصداراتها الجديدة فى مصر، حتى إنهم حصلوا على أرقام إيداع مصرية. ارتفاع أسعار الكتب من أبرز المعوقات أمام حركة البيع والشراء داخل المعرض، وتعانى منها أيضا دور النشر السودانية.. إلا أن دار المصورات شاركت فى مبادرة اتحاد الناشرين العرب تحت شعار «كلنا نقرأ» لتقديم خصم يصل إلى 30٪ على الإصدارات الجديدة لديها. وأوضح «نصر» أن دور النشر السودانية تعمل على البدائل وتوفير منافذ لها فى مصر، والمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فرصة للخروج من حالة الأزمة التى يعانى منها قطاع النشر السودانى بسبب الحرب. لم تكن المشاركة سودانية فقط، بل شهد معرض القاهرة الدولى مشاركة دارين للنشر تابعتين لجنوب السودان، حرصتا على تقديم إصدارات مصرية وسودانية وجنوب سودانية، من بينها إصدارات الأعمال الكاملة للإمام الصادق المهدى، وأيضا روايات الروائى السودانى الطيب صالح، وكتب عن ثروات السودان. أسعار الكتب تبدأ من 50 حتى 700 جنيه.. وعن مدى الإقبال على الكتب السودانية، قالت جاتا يامبا، مديرة دار نشر بدولة جنوب السودان، إن الدار تعمل على نشر العديد من الكتب لكثير من كُتاب الجزائر ومصر وجنوب وشمال السودان والمغرب، باعتباره عملا ثقافيا دون تفرقة، حيث شاركت الدار فى معرض القاهرة للمرة الرابعة.
