كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية مستهدفة المدنيين والمربعات السكنية في غزة تزامنا مع تصعيد العمليات النوعية على محاور عدة شمال وجنوب القطاع وسط اشتباكات ضارية مع عناصر المقاومة، وتحذيرات أممية من انزلاق الوضع الإنساني في رفح الجنوبية إلى كارثة محققة إثر تصاعد سكانها لأربع أضعاف وصولا ل 1.2 مليون فلسطينيا نتاج الفرار من الجوع والاكتظاظ الخانق في المناطق الوسطى والشمالية من القطاع. ميدانيا، سادت حالة من الهلع في صفوف النازحين في منطقة خانيونس حيث تركزت الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومة التي خاضت معارك ضارية متصدية للقوات المتوغلة بالمدينة. وشنت قوات الاحتلال، مستعينا بسلاح الجو والمدفعية فجر أمس سلسلة غارت في مناطق متفرقة من قطاع غزة، مع قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع لليوم السابع على التوالي؛ مما يفاقم معاناة المواطنين، وعرقل عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني وأخر وصولها لانتشال الضحايا من المناطق المستهدفة. وأطلقت طائرات الكواد كوبتر النار بشكل مكثف على مخيم البريج شمال القطاع وقصفت مركز تموين دير البلح وسطه مع قصف ما تبقى من المسجد الإندونيسي، في منطقة معن شرقي خانيونس الجنوبية. واستشهد، أمس الزميل الصحفي وائل فنونة مدير فضائية «القدس اليوم» جراء استهدافه خلال تغطية صحفية وسط مدينة غزة شمال القطاع التي تعاني انعزلالا مضطردا في ظل انحصار التغطية الإعلامية نتاج خطورة الأوضاع بها. وارتكبت قوات 16 مجزرة جديدة ضد العائلات في قطاع غزةأمس الأول، أسفرت عن ارتقاء 163 شهيدًا و350 إصابة وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 24448 شهيدا، و61504 مصاب، فيما لا يزال الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وفق حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة،أمس.0 عدد سكان رفح تضاعف أربع مرات تقريبا ليصل إلى أكثر من 1.2 مليون نسمة، الاكتظاظ خانق في المناطق الوسطى من قطاع غزة ويكافح الناس للحصول على الغذاء والدواء ويشعرون بالبرد. عملياتيًا، توغلت آليات الاحتلال على محاور عدة في جباليا شمال القطاع وخانيونس جنوبه مع تكثيفها القصف المدفعي واستهدافها المباني السكنية لتغطية اشتباكاتها مع فصائل المقاومة، وذلك إضافة إلى وقوع انفجارات عنيفة في محيط بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وخانيونس جنوبه. وأفادت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس باستهدافها قوة إسرائيلية مشكة من 30 جنديا وأيقاعهم بين قتبل وجريح في منطقة بني سهيلا مع استهداف قوة مترجلة كانت متمركزة في أحد المنازل في المنطقة ذاتها بقذيفة «TBG» مضادة للتحصينات وإيقاع 5 قتلى من أفرادها شرق مدينة خان يونس، لافتة إلى تدمير 6 دبابات مركافاه في مخيم المغازي وسط القطاع. وأعلنت القسام مقتل 12 جنديا إسرائيليا بالمخيم وحي الشيخ رضوان مع الاستيلاء على مسيّرتين من نوع «سكاي لارك» بمدينة غزة، وذلك عقب 24 ساعة من إجبارها قوة غسرائلية على التراجع من محيط مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس. من جهتها، قالت كتائب «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم شرق جباليا. في المقابل أفاد الناطق العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري بإطلاق صواريخ من خان يونس باتجاه مناطق في غلاف غزة، لافتًا إلى أن فرقة من جيش الاحتلال وسّعت نطاق هجومها على محاور عدة في خان يونس جنوب القطاع لاستهداف كتيبة لحماس مسؤولة عن الصواريخ، مع قتل 40 مسلحا في منطقة خان يونس ومسلحين اثنين شمالي قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية، وذلك بعدما أعلن أمس الأول مقتل 4 عسكريين -بينهم 3 ضباط- في معارك بقطاع غزة ليرتفع بذلك عدد قتلاه إلى 525 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 35 عسكريا في معارك بالقطاع خلال الساعات ال24 الماضية. وتناول الإعلام العبري تصاعد الخلافات بين نتنياهو ووزير جيشه، يوآف جالانت معتبرين أنه يخلق خطرا أمنيا ووجوديا على إسرائيل و.ناقشت القناة ال13 الإسرائيلية أزمة انسحاب جالانت مؤخرا من اجتماع مجلس الحرب، حيث قالت مراسلة القناة موريا وولبيرج إن رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانجبي طلب من رئيس مكتب وزير الدفاع مغادرة الاجتماع، ولفتت إلى أن جالانت طلب من (نتنياهو وهانجي) التوقف عن عرقلة عمله، واصفة الخلاف بأنه «دليل على حجم التوتر بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع. من جه أخرى كشفت إذاعة الاحتلال الرسمية«مكان» أن عددا من جنود قوات الاحتياط رفضوا الامتثال للخدمة العسكرية والمشاركة في القتال داخل قطاع غزة، لافتة إلى تشكيل كتيبة عسكرية جديدة مهمتها الدفاع عن بلدات غلاف غزة ومستوطنات في الضفة الغربية.