«سنجهز فيلم رعب».. هكذا أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، عما وصفته ب «الأدلة» التي سيحملها ممثلها أمام جلسة استماع بمحكمة العدل الدولية المقرر لها يوم الخميس المقبل. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية تخشى تل أبيب من عقوبات وإدانة من محكمة العدل الدولية لعدوانها على قطاع غزة، وأخطرها توجيه تهمة الإبادة الجماعية. يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السيطرة على تصريحات وزراءه التي تغذي الموقف المناهض ضد المجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصرح مكتب نتنياهو أنه طالب وزراء حكومته ب «انتقاء كلماتهم بعناية» خوفًا من استخدامها من ممثل جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية لإصدار قرار ضد تل أبيب. وكلمة رعب دائما ما تصف به وسائل الإعلام العبرية هجوم 7 أكتوبر التي أطلقته حركة حماس على مستوطنات غلاف قطاع غزة والذي عرف إعلاميًا بعملية طوفان الأقصى كمحاولة لكسب تعاطف دولي وإظهار نفسها موقف الضحية. أكدت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن الفيلم الذي تزعم إسرائيل تقديمه أمام محكمة العدل الدولية هو فيلم كاذب، ولن يكون حاسم لتبرئتها من المجازر الجماعية والوحشية التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، إذ كان رد الفعل عنيف جدا وواسع النطاق بل ومستمر ولا يقتصر على مواجهة حماس فقط بل استهدف المدنيين والمستشفيات، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى وجود خسائر إنسانية كبيرة جدا، وعدم وجود مناطق آمنة أو عازل للمدنيين مما تعتبر جريمةإبادة جماعية. أضافت خلال تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «دائما ما تكون الرواية الإسرائيلية مبالغة، فقد تبنى سابقا رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية جو بايدن هذه التصريحات وتراجع فيها بسبب وجود الكثير من الأكاذيب والتي كانت تُنقل من خلال اسرائيل فقط». أشادت بإعلام المقاومة والذي استطاع هذه المرة أن ينجح إعلاميا في توثيق هذه الجرائم، حيث أصبحنا نشاهد يوميا المتحدث باسم حركة حماس يرصد هذه الجرائم وتوثيقها بفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما نجحت به بالفعل في التأثير الكبير الذي غير وجهات نظر العديد من الدول والشعوب من خلال القيام بمظاهرات عارمة قد حدثت مؤخرا في بعض الدول التي كانت مؤيدة لاسرائيل منذ اندلاع الحرب وأصبحت الآن تدعم الشعب الفلسطيني. وأضافت «مصطفى» أن الدور الإعلامي العربي له أهمية كبيرة في توثيق تلك الجرائم يجب الاهتمام به، حيث كنا نفتقر قديما لتوثيقها، مؤكدة أن فلسطين تعرضت سابقا لمجازر كثيرة ومفزعة لم تكن موثقة، والإعلام الغربي لا يقتنع سوى بالتوثيقات والصور وتحليلات. كانت جنوب أفريقيا قدمت إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي- وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة- أعلنت مساء الأربعاء الماضي، دعوى قضائية مكونة من 84 صفحة تدين فيها اسرائيل أفعال اسرائيل بحق الفلسطينين في غزة، حيث ترتكب هذه الجرائم عن عمد مطلوب لتدمير الشعب الفلسطيني، حيث قالت المحكمة إن جنوب أفريقيا ستعرض قضيتها في 11 من يناير، فيما ستعرض إسرائيل قضيتها في 12 من الشهر نفسه، ومن المقرر أن يتم منح ساعتين لكل جانب منهما . يذكر أن إسرائيل قد ارتكبت منذ السابع من أكتوبر مجازر جماعية وصل عددها إلى 12 مجزرة داخل القطاع بحق الشعب الفلسطيني والمدنيين والأطفال أسفرت عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 22 ألفا و835 شهيدا خلال الأيام الماضية، و113 شهيدا و250 جريحا أمس فقط.
