فاقمت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، وغاب 3 وزراء عن اجتماع كابينيت الحرب، جراء التهكم على قرارات رئيس أركان جيش الاحتلال، وسط تسريب وسائل الإعلام الإسرائيلية لمقاطع صوتية أظهرت حالة من التراشق الحاد بين قيادات الاحتلال في ظل تصاعد وتيرة التظاهرات الداعية للإطاحة برئيس الوزراء نيامين نتنياهو وحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة. وأفاد موقع «والا» الإسرائيلي بغياب 3 وزراء من «حزب المعسكر» بزعامة بيني جانتس عن جلسة حكومة الاحتلال، أمس، بسبب التهجم على رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وذلك بعدما شهدت تل أبيب مساء أمس الأول تظاهرة للمطالبة يحل الكنيست والإطاح بنتنياهو عبر تشكيل انتخايات مبكرة. وكشفت القناة 13 الإسرائيلية الخلافات والتوترات الحادة غير المسبوقة التي سيطرت على جلسة الحكومة عقب قرار رئيس أركان الاحتلال هرتسي هاليفي، تشكيل فريق أمني للبدء في إجراء تحقيق عن إخفاقات أحداث السابع من أكتوب بضم مسؤولين أمنيين يترأسهم وزير الأمن ورئيس أركان الجيش الأسبف إضافة إلى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي فركش، والقائد السابق لقيادة الجيش الجنوبية سامي ترجمان. ونقلت القناة ال13 تسجيلات صوتية لجانب من التراشق الذي بدأ عندما طلبت الوزيرة ميري رجغف توضيحات بشأن فريق التحقيق الداخلي الذي عينه رئيس الأركان من أجل فحص إخفاقات الجيش في السابع من أكتوبر، الذي يصفه الإعلام الإسرائيلي ب«السبت الأسود». من جهة أخرى، أشارت القناة ال12 الإسرائيلية، أن ارتفاع حدة الخلافات بين نتنياهو والقادة العسكريين ينذر بحل «حكومة الطوارئ»، ونقلت عن وزير جيش الاحتللال يوآف جالنات قوله أنه يتعين على الجميع التوقف عن استغلال المؤسسة العسكرية وقادتها لتحقيق مكاسب سياسية. في سياق آخر، اعتبرت صحيفة «فاينانشال تايمز» الأمريكية، أن نتنياهو يتهرب من مسؤوليته عن «هجوم حماس»ا عبر إلقاء اللوم فقط على قادة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية دون المساس بمستقبله الحكومي ورغبته الملحة في الحفاظ على السلطة. ونقلت الصحيفة، عن وزير حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، قوله إن نتنياهو هو المسؤول عن «الإهانة» التي تعرض لها «هاليفي»، وأنه حان الوقت لتصحيح الخطأ والاختيار بين الوحدة والأمن أو السياسة. وتناولت صحيفة «لوبس» الفرنسية، ما أسمته بالتصدعات الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها إسرائيل عقب 12 أسبوعا من الحرب على غزة. وأكد المحلل في علم الاجتماع السياسي جاك بندلاك، أن إدارة نتنياهو تعاني تصدعات في «الإجماع الوطني» حول الحرب في ظل التشكيك في إدارته للصراع، وأججت الانقسام الاجتماعي في الداخل الإسرائيلي والذي سيق الحرب بسبب اعديلات نتنياهو المثيرة للجدل فيما سمي ب «الإصلاح القضائي». ووفق الكاتب الفرنسي أدى إطالة أمد الحرب في إحياء الشكوك لدى الرأي العام الإسرائيلي في إدارة نتنياهو للحرب وأزمة الأسرىو خلقت الحرب حالة من الغضب في صفوف الفقراء وأخرى وبين اليمين واليسار، إضافة إلى الأزمة السياسية القائمة بين الداعين لإقامة ما يسمى ي«إسرائيل الكبرى» ومؤيدي حل الدولتين . اقتصاديا، أفادت منظمة «لاتبيت» الإسرائيلية لانخفاض دخول الإسرائيليين بنسبة 19.7% منذ بداية الحرب لافتة إلى أن إلى أن 45.5% من الإسرائيليين مهددون بانعدام الأمن في ظل تفاقم الفجوات الاجتماعية الصارخة داخل المجتمع الإسرائيلي مؤخرا. ويأتي ذلك فيما تكبدت دولة الاحتلال خشائر اقتصادية باهظة، 'إذ افاد موقع «كالكاليست» الإسرائيلي المختص يالاقتصاد بأن بأن تضرر 1700 من مستوطنات ما يسمى ب«غلاف غزة»، سيكلف نتنياهو 2مليار شيكل. واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن إسرائيل «تتآكل» من الداخلموضحة أنها منذ انطلاق «طوفان الأقصى» تشهد خلافات «زلزلت بنية حكومة نتنياهو. واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الخلافات جعلت مئات من الإسرائيليين يطالبون برحيل نتنياهو.
