كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلى هجومها البرى على جنوب قطاع غزة المحاصر، أمس، وطالب سكان غزة بإخلاء نحو 20 منطقة وسط القطاع، فيما قال المجلس الوطنى الفلسطينى، إنه خلال يومين تم ارتكاب أكثر من 14 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 580 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال. وتوغلت عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية التابعة للاحتلال في جنوب قطاع غزة، ببلدة القرارة شمال مدينة خان يونس، وفق ما أكد شهود عيان لوكالة «فرانس برس»، كما قطعت الدبابات الطريق بين خان يونس ودير البلح في وسط غزة. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلى بيانًا عبر منصة «إكس»، يتضمن أوامر جديدة لسكان غزة بإخلاء نحو 20 منطقة أو مربعًا سكنيًا في وسط القطاع. في سياق متصل، قال سكان في القطاع إن قصف المدفعية والطائرات الحربية ركز أيضًا على مدينتى خان يونس ورفح في الجنوب، فيما تواجه المستشفيات صعوبة بالغة في التعامل مع تدفق الجرحى، حسبما ذكرت «رويترز»، وقصفت زوارق الاحتلال سواحل مدينتى رفح وخان يونس، حسبما نقلت وسائل إعلام فلسطينية. من جهتها، أعلنت حركة حماس أن مقاتليها اشتبكوا مع قوات الاحتلال على بعد كيلومترين تقريبًا من مدينة خان يونس. وقالت «كتائب القسام»، الجناح العسكرى للحركة، إن عناصرها تمكنوا من استهداف 5 دبابات إسرائيلية و5 ناقلات جند في محور شرق غزة، بقذائف «الياسين 105»، كما استهدفت الكتائب حشدًا لجنود الاحتلال شرق ماجين برشقة صاروخية. في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدنى في غزة استشهاد 3 أفراد من طواقمه، وفقدان رابع وإصابة باقى أعضاء الطاقم الوحيد المتبقى في مدينة غزة، جراء قصف نقطة السنافور في حى التفاح، شرقى مدينة غزة. واستشهد أكثر من 30 فلسطينيًا، أمس، وأصيب آخرون في استهداف صاروخى لمنازل مأهولة في حيى الزيتون والشجاعية شرق غزة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». في سياق آخر، قالت «وفا»، إنه تم استهداف البوابة الشمالية من مستشفى كمال عدوان في جباليا شمال القطاع، بصاروخ أطلق من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية. وأشارت «وفا» إلى أن المستشفى يتواجد به أكثر من 10 آلاف نازح. بدوره، قال المكتب الإعلامى الحكومى في غزة إن قصف الاحتلال الإسرائيلى على مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا، «يعد انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولى والإنسانى، ولأبسط قيم الإنسانية». وأضاف المكتب أن جيش الاحتلال «قصف بشكل مباشر أكثر من 14 مستشفى في محافظتى غزة وشمال غزة بصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات، وحاول اغتيال العديد من الأطباء، واعتقل 35 طبيبًا، وعلى رأسهم محمد أبوسلمية، مدير عام مجمع الشفاء الطبى». وطالب المكتب، المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولاياتالمتحدة، ب«وقف الضوء الأخضر الذي منحوه للاحتلال باستهداف المستشفيات وموافقتهم له على تدمير القطاع الصحى في قطاع غزة، كون ذلك جريمة حرب منظمة يعاقب عليها القانون الدولى وتجرمها كل القوانين والمواثيق الدولية». وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في الضفة الغربيةالمحتلة، أمس، استشهاد فلسطينيين اثنين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلى في مدينة قلقيلية بشمال الضفة. وقالت الوزارة، في بيان، إن جيش الاحتلال احتجز جثمانى الشابين. كما اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية مدينة قلقيلية، وشرعت في اقتحام عدد من المنازل، فيما دارت مواجهات في المدينة بين فلسطينيين وجنود الاحتلال. وذكرت «وفا» أن قوة تابعة للاحتلال اقتحمت بلدة قفين شمال طولكرم في الضفة الغربية، وسط إطلاق كثيف للنيران، كما أصيب 6 فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم قلنديا شمالى القدس، بينهم إصابتان بالرصاص الحى، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطينى. في المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، جوناثان كونريكوس، إنه مع استمرار تقدم القوات البرية نحو جنوب قطاع غزة، تستمر الحملة ل«تدمير معقل» حركة حماس في شمال القطاع، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الألمانية». وأضاف «كونريكوس» في مقابلة مع «سى إن إن»: «لم نهزمهم كليًا عسكريًا في الشمال، ولكننا أحرزنا تقدمًا جيدًا». وأوضح: «لقد قلنا، منذ البداية، للمدنيين الإسرائيليين ولجميع من ينصتون في العالم، إنه، للأسف قتال حماس سوف يستغرق وقتًا، فهى عملية صعبة في تضاريس قتالية صعبة». كما أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 من عناصره، أمس الأول، في شمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 75 منذ بدء العملية البرية وإلى 401 قتيل منذ بدء الحرب في ال 7 من أكتوبر الماضى، بينهم الجنود الذين قتلوا في الهجوم المباغت الذي شنته حماس. من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطينى، محمد اشتية، إن مخططات تهجير الفلسطينيين لا تزال قائمة لدى إسرائيل، ونحث العالم على رفضها والتصدى لها. وأضاف «اشتية»، خلال جلسة للحكومة الفلسطينية في رام الله: «نحن في مواجهة مخططات تهجير لا تزال ماثلة على الطاولة الإسرائيلية». وقال المجلس الوطنى الفلسطينى، مساء أمس الأول، إن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عاد أكثر دموية ووحشية، فخلال يومين تم ارتكاب أكثر من 14 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 580 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال. وحمّل المجلس، رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وحكومته المسؤولية عن هذه الجرائم التي أغلب ضحاياها من الأطفال والنساء، داعيًا المجتمع الدولى إلى العمل على وقف هذه الجرائم ومحاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين.
