حذر المستشار الإعلامي لوكالة «الأونروا» في قطاع غزة، عدنان أبوحسنة، من انتشار أمراض الكوليرا بسبب تلوث المياه وخلطها بمياه الصرف الصحي، مطالبا بإدخال المساعدات الغذائية والدوائية. وحذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف»، من أن مأساة صحية تهدد قطاع غزة بسبب نقص الوقود والمياه، وأنه في حالة عدم توفير الوقود بكميات كافية «ستشهد انهيار مرافق الصرف الصحي، مما يهيئ الظروف لانتشار الأمراض وحصول مأساة. ومنذ بدء التصعيد في غزة تمنع إسرائيل دخول أي شحنات وقود للقطاع، لكنها سمحت مؤخرا بإدخال عدة آلاف من اللترات لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وتسبب منع إسرائيل لإدخال الوقود إلى غزة في توقف ضخ الماء من 76 بئرا، إلى جانب توقف محطتي تحلية المياه التابعة للأونروا، فضلا عن توقف 15 مضخة للصرف الصحي، وهو ما يمثل خطرا شديدا على الصحة العامة. وخلف النقص في الوقود مأساة إنسانية، بعد أن واجه أطفال مصيرا مجهولا في مستشفى الشفاء بغزة، إذ توقف العمل في قسم الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأوكسجين، فيما تجاوزعدد الشهداء 13 ألفا، وعشرات آلاف آخرون أصيبوا، علاوة على نزوح نحو مليون ونصف المليون شخص في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية، في تقرير أن النازحين انتقلوا من بيوتهم جراء الحرب إلى مراكز الإيواء والخيام يواجهون المطر والبرد وهم لا يملكون أدنى مقومات الحياة، حيث أن التدفئة والتغذية والوقاية من الأمطار والرياح جميعها غير متوفرة في غزة . ووفقا للهلال الأحمر الفلسطيني يعيش نحو 1.5 مليون نازح من شمال القطاع وأطرافه الشرقية إلى جنوبه أوضاعا صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة ومعظمهم ينامون في الشوارع، فيما نقلت عن المواطن إبراهيم الزعيم، أن الإحتلال أجبر أيناء غزة على ترك المنازل في شمال القطاع حيث اضطر عدد كبير من المواطنين النزوح إلى جنوب القطاع كما أمرهم الاحتلال بحجة الحفاظ على حياتهم الأمر الذي تأكدوا أنه ليس صحيحا حيث تعرض الكثير منهم للقصف في الجنوب وفقدوا حياتهم على الطرقات. وتابع: وجدنا أنفسنا تاركين بيوتنا واستثماراتنا وأعمالنا، ونظرا لضيق الوقت لم نتمكن من الخروج سوى بملابسنا الشخصية ونعيش في مدرسة القرارة المشتركة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ونعاني ظروفا صعبة حيث ينام الرجال في ساحة المدرسة والممرات وتركنا الفصول للنساء والأطفال، فيما تم تخصيص دورات مياه للرجال والسيدات، فيما تشهد حالة من التكدس بسبب الأعداد، موضحا أن الأونروا توفر لهم بعض المستلزمات والتي لا تكفي متطلباتهم ولكن ظروفهم كما قال أفضل من بعض الأسر التي لم تجد لها مأوى سوى الشارع. من جهته أكد القائم بأعمال إدارة مدرسة القرارة المشتركة التابعة للوكالة رائد أبوهداف، أن الوكالة تحاول توفير مواد غذائية وملابس وأغطية للنازحين، إلا أن تزايد أعدادهم بشكل يومي يجعلهم غير قادرين على إعطائهم كل ما يحتاجونه ويجدون أنفسهم مجبرين على تقسيم مخصصات كل أسرة لعدة أسر، وحول أعداد النازحين، أوضح أنه من الصعب حصرهم بشكل دقيق وأنهم في تزايد يومي سواء من شمال القطاع أو من المناطق الشرقية لمدينة خان يونس خزاعة وعبسان وبني سهيلا والقرارة التي يتلقى سكانها تهديدات يومية بإخلاء بيوتهم القريبة من السياج الفاصل، متوقعا اقتراب عددهم في المدرسة القائم عليها لألف شخص. وأوضح أن النازحين يرغبون في مدارس الوكالة أكثر من غيرها نظرا لما تقدمه لهم من مساعدات قد لا تفي بكل احتياجاتهم ولكنها توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة، مشددا على أن المشكلة الأصعب هي توفير المياه، وان عدم سطوع الشمس يعني انقطاع مياه الشرب والاستحمام نظرا لأن المولد الوحيد للمياه في بلدة القرارة يعمل على الطاقة الشمسية. وذكرت الوكالة أن النازحين تركوا خلفهم منازلهم وكافة ممتلكاتهم، وخرج غالبيتهم بالملابس التي يرتدونها، يبحثون اليوم عن مستلزمات أساسية بهذه الأسواق وما زال يتوفر بالأسواق بعض السلع لكنها أقل بكثير من المطلوب الأمر الذي دفع بأسعار بعض السلع للارتفاع بشكل جنوني.