عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعًا حول الوضع الإنسانى في قطاع غزة، استمع خلاله الأعضاء إلى إحاطات من 9 مسؤولين أمميين استعرضوا الوضع الكارثى في القطاع، داعين إلى الوقف الإنسانى لإطلاق النار وضمان وصول الإغاثة، بما في ذلك الوقود، وإطلاق سراح الرهائن. وبناء على طلب من سفيرى ليبيا وموريتانيا، باعتبارهما رئيسى المجموعة العربية ومجموعة منظمة دول التعاون الإسلامى بالأممالمتحدة، عقد رئيس الجمعية العامة اجتماعًا غير رسمى، مساء أمس الأول، وجدد رئيس الجمعية العامة، دينيس فرانسيس، نداءه ل«وقف إطلاق نار إنسانى» في غزة الآن، مشيرًا إلى أن هذا النداء تردد صداه من جانب عموم أعضاء الجمعية العامة أنفسهم. وأضاف: «نحن بحاجة إلى وصول إنسانى آمن ودون عوائق الآن، ونطالب (حماس) بإعادة الرهائن المحتجزين دون قيد أو شرط الآن، ونطالب بأن يتصرف المتقاتلون في إطار الامتثال الكامل للقانون الدولى، بما في ذلك قوانين الحرب، في جميع الأوقات وفى جميع الظروف». وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، إن عدد القتلى في غزة تجاوز الآن 11 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأن 45% من جميع الوحدات السكنية في القطاع قد تضررت أو دُمرت، فيما لم يتبقَّ سوى القليل من الرعاية الطبية في شمال غزة. من جانبه، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسوس، أن 10 مستشفيات فقط من أصل 36 مستشفى في غزة مازالت تعمل. وحذر من أن انقطاع العلاج يهدد حياة أكثر من ألفى مريض بالسرطان، وألف مريض بأمراض الكلى، و50 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية، و60 ألف مريض بالسكرى. ولفت إلى أن هناك ما يقدر بنحو 20 ألف شخص بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية المتخصصة، مجددًا الدعوة إلى وقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية. في حين رسمت المديرة الإقليمية لصندوق الأممالمتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية، ليلى بكر، صورة قاتمة لوضع النساء والفتيات العالقات في الصراع في غزة، واللاتى يواجهن «وضعًا كارثيًّا». وقالت إن هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في القطاع، وفى كل يوم تلد حوالى 180 امرأة في ظروف مروعة، وسط قيود شديدة على الوصول إلى الرعاية بسبب الهجمات على المرافق الصحية ونقص الوقود والكهرباء والإمدادات. وطالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، بضرورة وقف إطلاق النار الإنسانى بشكل فورى، مشددًا على الحاجة القصوى إلى وقف إطلاق النار لحماية الأطفال والنساء والمدنيين والجرحى والمرضى المعرضة حياتهم جميعًا للخطر في قطاع غزة، ووصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأعرب عن أمله أن يكون الاجتماع خطوة مهمة باتجاه اتخاذ خطوات عملية لإيقاف الرعب الذي «يعيشه شعبنا في غزة»، ولإيقاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك محاولات النقل القسرى للسكان المدنيين خارج الأرض الفلسطينيةالمحتلة، مشددًا على أن الشعب الفلسطينى مر بنكبة واحدة في عام 1948، ولا نريد تكرارها.
