هناك نوعان من فناني الكوميديا، الأول فنان الكوميديا «الفارسير» أي الذي يضحك الناس بشدة بلا مضمون فكري للكوميديا التي يقدمها، والنوع الثاني فنان الكوميديا ذي المضمون، أي الذي يضحك الجمهور من خلال مأساة إنسانية، والنوع الثاني ينتمي له الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم، وحياة فناني الكوميديا ليست كما يعتقد الناس حياة ضاحكة وساخرة، بل هي حياة شاقة جدًا وتحمل العديد من المآسي والأزمات، وهو ما ينطبق على حياة الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم كذلك، وفي ذكرى رحيل الضاحك الباكي سنستعرض جانبًا دراميًا من حياته، وهو وفاة زوجته واعترافه بمعرفته بقرب أجلها في لقاء تلفزيوني، وسنستعرض ذلك الجانب في السطور التالية: «كنت أعلم أنها ستموت»....عبدالمنعم إبراهيم يتحدث عن زوجته في لقاء تلفزيوني لإحدى القنوات العربية في سبعينات القرن الماضي، سأل المذيع الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم عن زوجته الأولى، فتحدث الراحل قائلاً:«الزوجة الأولى كانت سيدة منزل وبعيدة عن الوسط الفني، وتوفت، ويوم وفاتها تركت لي طفل كان عنده سنة». وتابع:«كنت لازم أقدم أعمال تضحك وأنا عايش أصعب أزماتي النفسية معاها وأنا أعلم أنها ستموت، فكان الموضوع فيه قسوة شوية، يمكن ربنا أراد إنه يختبرني لأن قبل ما تموت بفترة، الدكتور المعالج قال لي: مراتك هتعيش 6 أشهر فقط». وأوضح:«دوخت والدنيا دارت بي، وهي جاية عليا عشان تطمئن على التحاليل، فالدكتور قالها هتعيشي 6 أشهر، وهي كانت في صحة كويسة شكلاً». واستطرد:«كنت بنام صاحي، وببقى عايز أزعق وأقول ليه يارب، فكانت عملية محبش حد يشوفها لأنها قاسية جداً». وأردف:«التجربة دي ساعدتني أني أقدم أدوار تراجيديا». ابنة عبدالمنعم إبراهيم: هذا العمل تمنى والدي تقديمه قبل وفاته تجربة مسرحية تمنى الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم، تقديمها قبل رحيله كشفت عنها ابنته سمية قائلة: «كان يتمنى تقديم مسرحية «البخيل» لموليير، ولكن لم يمهله القدر». وأضافت سمية خلال حوارها ل «المصري اليوم»، أيضا كانت بالفعل بدأ الاستعداد الفنانة سميحة أيوب والتي كانت مديرة المسرح القومي، آنذاك ليقدما بعرض مسرحي على مسرح السلام ولك أيضا لم يتم تقديمه. ولفتت ابنة عبدالمنعم إبراهيم، أن والدها قدم ما يقرب من 35 مسرحية، منها مسرحيتان خارج المسرح القومى، «كباريه» مع نيللى، ولم يقم بتصويرها، كانت مع فرقة المتحدين، وأخرى «لعبة الست» حكاية كل يوم مع نبيلة عبيد لم يتم تصويرها أيضا، مشيرة إنه كان عاشقا للمسرح.
