استقرت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الجمعة فى ظل صعوبة اكتساب الذهب للزخم بسبب عدم رغبة المستثمرين فى اتخاذ مراهنات كبيرة قبل صدور تقرير الوظائف الحكومى عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذى يقدم المزيد من الدلائل على مسار السياسة النقدية للبنك الاحتياطى الفيدرالي. ارتفع الذهب الفورى بشكل طفيف خلال تداولات الفورية بنسبة 0.1% ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 1989 دولار للأونصة، بينما يقبل الذهب على تسجيل انخفاض على المستوى الأسبوعى بنسبة 0.9% بعد ثلاثة أسابيع متتالية من المكاسب. شهد الذهب هذا الأسبوع عمليات بيع من قبل المتداولين الذى قللوا من الاستثمار فى الملاذ الآمن لصالح الاستثمارات الأعلى مخاطرة مثل الأسهم والعملات الأخرى، وقد اتضح هذا على أداء الذهب الذى فشل فى الاستفادة من تراجع مستويات الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية. كما تعرض الذهب أيضًا لبعض عمليات جنى الأرباح هذا الأسبوع، بعد زيادة الطلب على الملاذ الآمن خلال الثلاثة أسابيع الماضية فى أعقاب اندلاع الحرب بين فلسطين وجيش الاحتلال، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السبائك بنسبة تصل إلى 10٪ فى أكتوبر، وفق الرصد التحليلى من جولد بيليون. والآن وبعد تراجع المخاوف من امتداد الصراع فى الشرق الأوسط خارج حدود قطاع غزة إلى جانب المحاولات الدولية لتهدئة الصراح، تراجع الطلب بشكل تدريجى على الذهب كملاذ آمن فى الأسواق. فى المقابل نجد أن البنك الاحتياطى الفيدرالى وافق توقعات الأسواق وقام بتثبيت أسعار الفائدة عند معدلاتها السابقة بين 5.25%- 5.50% ليبقى على سياسة التشديد النقدى وترك الباب مفتوح أمام إمكانية رفع جديد فى سعار الفائدة، ولكن نبرة البنك شهدت حذر كبير خاصة فى ظل قوة النشاط الاقتصادى الأمريكي. تتوقع الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 80٪ تقريبا أن يترك البنك الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة دون تغيير فى ديسمبر، وفى حالة حدوث هذا يكون البنك قد انتهى من دورة رفع أسعار الفائدة كما تشير توقعات الأسواق. المستثمرون غير متأكدين بشأن الطريقة التى سيتخذ بها بنك الاحتياطى الفيدرالى القرارات فى الاجتماعات المقبلة. وبالتالى ينتظر الجميع بيانات الوظائف الأمريكية التى تصدر اليوم فى محاولة لمعرفة مستقبل السياسة النقدية. المتوقع أن يوفر الاقتصاد الأمريكى خلال شهر أكتوبر وظائف بقيمة 178 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 336 ألف وظيفة، وأن يستقر معدل البطالة عند 3.8% دون تغيير. الدولار الأمريكى عانى من ضعف كبير منذ اجتماع البنك الاحتياطى الفيدرالى حيث سجل يوم أمس أدنى مستوياته منذ أسبوع وفقًا لمؤشر الدولار الذى يقبل على تسجيل انخفاض أسبوعى حتى الآن بنسبة 0.4%. من جهة أخرى انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.6% لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 4.628%. وعلى الرغم من هذا التراجع فى العائد على السندات وتراجع مستويات الدولار فشل الذهب فى تحقيق ارتفاع هذا الأسبوع، بسبب ضعف الطلب على الملاذ الآمن وانتقال الاستثمارات إلى أدوات مالية مرتفعة المخاطرة. اتضح هذا من ارتفاع مؤشر S&P500 للأسهم الأمريكية منذ بداية الأسبوع وحتى الآن بنسبة 4.9%، فى ظل انتقال الاستثمار من سوق الذهب واستثمارات الملاذ الآمن إلى سوق الأسهم الأمريكية تزامنًا مع اعلان الشركات عن نتائج أرباح إيجابية. ارتفاع مشتريات البنوك المركزية من الذهب فى سبتمبر أشارت بيانات عن مجلس الذهب العالمى أن احتياطيات الذهب المعلن عنها من قبل البنوك المركزية العالمية قد ارتفع بصافى 77 طن ذهب خلال شهر سبتمبر، حيث بلغ إجمالية مبيعات البنوك 1 طن فقط مقابل شراء 78 طن الأمر الذى يدل على قوة عمليات شراء البنوك المركزية من الذهب. وأظهرت البيانات أن جميع المشترين من البنوك المركزية فى شهر سبتمبر كان من الأسواق الناشئة، حيث اشترى البنك المركزى الصينى أكبر كمية من الذهب بمقدار 26 طن يليه البنك المركزى البولندى والبنك الأوزبكي. تركيا والهند كانت من المشترين أيضًا فى سبتمبر، يأتى هذا بعد شراء تركيا 15 طن من الذهب فى أغسطس مع استمرارها فى إعادة بناء احتياطيها من الذهب بعد عمليات بيع كبيرة فى أبريل ومايو. وفقًا لتقرير اتجاهات الطلب على الذهب الأخير الصادر عن مجلس الذهب العالمي، فإن صافى مشتريات البنوك المركزية من الذهب منذ بداية العام حتى الآن يبلغ 14% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2022 ليصل لمستوى قياسى جديد بلغ 800 طن من الذهب. خلال الربع الثالث وحده ارتفع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية بمقدار 337 طن وهو ثالث أكبر مستوى شراء خلال ربع سنوى فى بيانات مجلس الذهب العالمي، ولكنه أقل من مشتريات البنوك فى الربع الثالث من عام 2022 عندما كان بقيمة 459 طن. أسعار الذهب فى مصر شهد سعر الذهب فى مصر استقرارا ملحوظا فى ظل تذبذب فى سعر الأونصة العالمية وانتظار الأسواق لبيانات أمريكية هامة اليوم، بينما لم تبد أسعار الذهب تأثرا بتثبيت البنك المركزى المصرى لأسعار الفائدة يوم أمس. افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 2550 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند 2555 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب 20440 جنيها. استقر سعر الذهب خلال جلسة الأمس عند المستوى 2550 جنيها للجرام ليمثل سعر افتتاح وإغلاق الجلسة، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى عند 2560 جنيها للجرام وأدنى مستوى عند 2525 جنيها للجرام. التذبذب الحالى فى أسعار الذهب المحلى يأتى فى ظل تحركات ضعيفة لسعر أونصة الذهب العالمي، بالإضافة إلى عدم وضوح اتجاه فى سعر الذهب المحلى فى ظل ضبابية المشهد الاقتصادي. يوم أمس أعلن البنك المركزى المصرى عن تثبيت أسعار الفائدة عند معدلاتها دون تغيير عند 19.25% للإيداع و20.25% للإقراض، ليوافق قطاعا عريضا من توقعات الأسواق. هذا وقد رفع البنك المركزى المصرى سعر الفائدة بمقدار 100 أساس لتصل إلى مستوياتها الحالية خلال اجتماع البنك فى أغسطس الماضي، ليصل إجمالى زيادات سعر الفائدة إلى 1100 نقطة منذ بداية رفع الفائدة فى مارس 2022. أشار المركزى المصرى فى بيانه أنه مستمر فى مراقبة تطورات الأوضاع الاقتصادية وأنه لن يتردد فى استخدام أدواته النقدية لتحقيق استقرار فى مستويات الأسعار. التوقعات تشير إلى تباطؤ معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى خلال العام المالى 2022 – 2023 مقارنة مع العام المالى السابق والذى شهد معدل نمو بنسبة 6.7%، وذلك فى ظل تراجع النشاط الاقتصادى بسبب نقص مستلزمات الإنتاج نتيجة لشح الدولار اللازم للاستيراد، بالإضافة إلى ضعف الطلب من قبل المستهلكين بسبب ارتفاع مستويات الأسعار والتضخم لمستويات قياسية. هذا وقد أعلنت الحكومة المصرية رفع أسعار فئات البنزين المختلفة للمرة الثانية هذا العام مع الإبقاء على أسعار السولار دون تغيير الأمر الذى من شأنه أن يساهم فى زيادة غير مباشرة فى معدلات التضخم. يذكر أن سعر الذهب ظل ثابت على الرغم من هذه التغيرات وذلك بعد الارتفاع والتقلب الحاد الذى عانى منه خلال الأسبوع الماضى بسبب تقلبات سعر صرف الدولار فى السوق الموازية بالإضافة إلى قرارات البنك المركزى المصرى المتعلقة بالحد الأقصى لكروت الائتمان فى التعاملات الخارجية. توقعات أسعار الذهب بالرغم من ارتفاع الذهب منذ جلسة الأمس يظل التذبذب هو المسيطر على تداولاته بين منطقة 1980 – 2000 دولار للأونصة، وينتج التذبذب عن عدم وضوح الاتجاه فى الأسواق حالياً. قد ينهى الذهب تذبذبه خلال جلسة اليوم بعد صدور تقرير الوظائف عن الاقتصاد الأمريكي، واختراق المستوى 2000 ومن بعده 2010 يفتح الطرق للمستهدف عند 2020 دولارا للأونصة، بينما كسر المستوى 1980 يصل بالذهب إلى المستوى 1950 دولارا للأونصة. أما عن السعر المحلي: تشهد أسعار الذهب تذبذب خلال الفترة الحالية فى ظل عدم وضوح الاتجاه وضبابية المشهد، وقد فشل سعر الذهب فى اختراق المستوى 2600 جنيه للجرام ليعود إلى التراجع، ويتميز التذبذب الحالى فى سوق الذهب باتساع نطاقه حيث نضع نطاقات التذبذب بين 2500 و2600 جنيه للجرام عيار 21. كسر المستوى 2500 يعيد السعر إلى 2450 و2400 جنيه للجرام، بينما اختراق المستوى 2600 يدفع السعر إلى مستوى 2650 و2700 جنيه للجرام.
