وجه التقرير الأخير لمنظمة هيومان رايتس انتقادات حادة لواشنطن اتهمتها فيها بتقويض حقوق الإنسان في العالم في ظل الحرب على الإرهاب واتخاذها ستارًا لممارسة الانتهاكات، كما انتقد بعض الدول الأوربية، لصمتهم على الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية في ظل عدوانها على غزة لليوم السابع عشر على التوالي. هيومان رايتس تنتقد سياسة واشنطن وأشار التقرير إلى أن مطالب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين تنطبق على الجميع: «لا تُهاجِم المدنيين عمدا أو بشكل عشوائي، ولا تأخُذ رهائن، ولا تُعاقِب المدنيين على أفعال يرتكبها أفراد آخرون، ولا تَمنع المساعدات الإنسانية أو تحجبها». وأكدت المنظمة على أن مبدأ عدم المعاملة بالمثل المتأصل في قوانين الحرب ينطبق على جميع النزاعات، انتهاك هذه القوانين من جانب طرف لا يُبرّر انتهاكات الطرف الآخر. وتابع التقرير، في أوكرانيا، أيّدت الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية هذه المبادئ التي تحمي الحياة عن وجه حق، وندّدت بالانتهاكات الصارخة التي ترتكبها القوات الروسية، منها الهجمات العشوائية، والقتل غير القانوني، والإعدام خارج القضاء، وقطع الكهرباء والمياه، والتعذيب، كما دعمت أوروبا والولاياتالمتحدة الجهود الدولية لتحقيق العدالة للضحايا. وواصل التقرير، مر 18 شهرا بين الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا والتصعيد الأخير للأعمال العدائية في إسرائيل وفلسطين في 7 و8 أكتوبر، سارعت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية إلى إدانة الهجمات التي قادتها حماس ضد إسرائيل، والتي قتلت فيها المقاومة الفلسطينية المسلحة أكثر من 1400 رجل وامرأة وطفل، واحتجزت حوالي 200 رهينة، وسارعوا أيضا بالدعوة إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك وإطلاق سراح الرهائن. واستنكر التقرير، لكن رد فعل واشنطن، ومع بعض الاستثناءات، العواصم الأوروبية، على أفعال إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر كان صامتا، أين الإدانة الواضحة للتشديد القاسي من الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما، والذي يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وهو جريمة حرب؟ أين الغضب من تصريحات القادة السياسيين الإسرائيليين الساعين إلى طمس التمييز الضروري بين المدنيين والمقاتلين في غزة، حتى عندما يأمرون بقصف أكثر كثافة لهذه المنطقة المكتظة بالسكان، والذي يُحوّل المدينة إلى أنقاض؟ أين هي الدعوات الواضحة والصريحة الموجهة إلى إسرائيل لاحترام المعايير الدولية في هجومها على غزة، ناهيك عن المساءلة؟ وأكد التقرير على أن النفاق والمعايير المزدوجة للدول الغربية صارخة وواضحة، وهي تخاطر بتقويض سنوات من العمل المُضني الذي قامت به الجماعات الإنسانية والحقوقية، إلى جانب بعض الدول، لتعزيز وتوحيد المعايير المصممة لحماية المدنيين المحاصرين في النزاعات حول العالم. واختمم التقرير بأنه إذا أرادت الدول الغربية إقناع بقية العالم بتصديق ما تقوله عن القيم، وحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحكم النزاعات المسلحات، فإن المبادئ العالمية التي تُطبقها بحق على فظائع روسيا في أوكرانيا وحماس في إسرائيل، يجب أن تنطبق أيضا على استهتار إسرائيل الوحشي بحياة المدنيين في غزة.