حذرت 5 وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن الوضع الإنسانى في قطاع غزة بات «كارثيًا»، مؤكدة أن المستشفيات «تضيق» بالجرحى وأن الأطفال «يموتون بوتيرة مقلقة». وقالت الوكالات الخمس، بينها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمى واليونيسيف، في بيان، إن «الوضع الإنسانى في غزة كان بائسًا قبل العمليات العسكرية الأخيرة. إنه يوم كارثى». وأضافت أنه يوم كارثى، داعية المجتمع الدولى إلى «القيام بالمزيد» لمساعدة سكان قطاع غزة. وأكدت الوكالات الأممية الخمس أن «الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة، ومحرومون من حقهم في الحماية والغذاء والمياه والعناية الطبية». وتابعت أن «المستشفيات تضيق بالجرحى. المدنيون يواجهون مشقة أكبر في الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية». وأعلن مدير برنامج الطوارئ الإقليمى في منظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، عن سعيه لتسليم ما يصل إلى 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة يوميًا عبر معبر رفح في مصر، كما نقلت شبكة «سى إن إن». وأكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، أن قافلة المساعدات التي دخلت، أمس، وقوامها 20 شاحنة، منها شاحنات محملة بالمياه والمعلبات وبعض شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية، هي أقل بكثير من حاجة قطاع غزة في الأوضاع الطبيعية، حيث كان يدخل القطاع يوميًا أكثر من 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات. فيما كشف الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن الأوضاع الإنسانية وأوضاع القطاع الصحى في قطاع غزة باتت على المحك صوب وضع كارثى، قد يصعب السيطرة عليه بسبب تردى الأوضاع الإنسانية. ولفت «المنظرى»، في تصريحات له، أمس الأول، إلى أن عدد الشهداء الذين ارتقوا قارب ال5 آلاف شهيد، منهم 70% نساء وأطفال وكبار سن، وأن عدد الجرحى تجاوز 12 ألف جريح، معظمهم أيضًا أطفال ونساء ومن كبار السن، كما أن بعض الحالات حرجة وتعانى نقصًا في المستلزمات الطبية اللازمة والدم ومشتقاته. وبيّن أن أزمة نقص الوقود تشكل مأساة كبرى داخل القطاع الصحى، نظرًا لتوقف الكهرباء المعتمدة عليه، فضلًا عن استهداف القصف الإسرائيلى للمستشفيات والمراكز الصحية. وكشف أن 11% من المستشفيات في غزة البالغ عددها 35 مستشفى توقفت عن العمل كاملًا بإجمالى 5 مستشفيات، كما أن نحو 47 مركزًا تابعًا لمنظمة الأونروا ولوزارة الصحة توقف عن العمل من أصل 72 مركزًا صحيًا، بما يعادل نسبة 66%. وشدد على أنه وفقًا للقانون الدولى، تعتبر المستشفيات والمراكز الصحية محصنة من القصف، لكن استهدافها يعد خرقًا واضحًا وصريحًا للقانون الدولى، واصفًا الوضع الصحى بقطاع غزة بالكارثى نظرًا لنقص المستلزمات الطبية والدم ومشتقاته وما يتبعه من معاناة عشرات الآلاف من المصابين والجرحى، وأيضًا على الصعيد اللوجستنى، مع نقص الغرف والأسرّة وغرف الرعاية المركزة وغرف العمليات، ونقص في إمدادات المياه النظيفة للمستشفيات والقطاع ككل. وأوضح أن أكثر من مليون شخص نزحوا من بيوتهم للمدارس والمراكز الصحية والمساجد والكنائس، ومع ذلك هم معرضون للخطر.
