تأثر تصميم السيارات على مدار سنوات طويلة بعدة عوامل منها انسيابية الهواء والأبعاد وطريقة تعامله مع الأجسام في حالات التصادم والآن ظهرت بعض العناصر الجديدة التي أصبح من الواجب على المصممين مراعاتها وتتمثل في الخامات المستخدمة وتأثيرها على الانبعاثات الكربونية. تفخر أغلبية الشركات حاليًا باستعمال مواد صديقة للبيئة وتعمل نحو تحقيق المحايدة الكربونية الكاملة وبعضها حدد الموعد لتحول جميع سياراتها لانعدام الانبعاثات، لم يعد ذلك مقتصراً على منظومات الدفع بل هناك دور للخامات أيضاً، المواد المعاد تدويرها والاستغناء عن بعض العناصر من أبرز هذه الاتجاهات وقد ظهرت عدة تطبيقات في هذا الاتجاه. جسم خارجي دون كروم في الخارج، هناك توجه للاستغناء عن بعض المواد التي استخدمت بكثافة في الماضي مثل الكروم واستبدالها بطلاء مماثل للون السيارة أو وحدات من البلاستيك الأسود أو المواد معاد تدويرها أو المصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد وذلك لتجنب استنزاف الموارد الطبيعية. وداعاً للأخشاب وجلد الطبيعي أغلب السيارات الجديدة وخاصةً الكهربائية منها لا تأتي بتجهيز فرش للمقاعد من الجلد الطبيعي، بدلاً منه أصبح الاعتماد على الجلد الصناعي لتوفير نفس المظهر أو الأقمشة المصنوعة من المايكروفايبر أو المواد المعاد تدويرها، هناك عدة خيارات مثل تلك المعتمدة على النفايات البلاستيكية والمخلفات البحرية والزراعية، شركة مثل فولفو استعانت بأقمشة بنطلونات الجينز التالفة في فرش EX30 الجديدة الداخلي. وعلى صعيد السيارات الفاخرة التي أتت في الماضي بقطاعات كبيرة من أجود الأخشاب، في عصرنا الحالي قل استخدام هذه النوعيات بشكل كبير سعياً لتخفيض استعمال الموارد غير المتجددة والحفاظ على الأشجار قدر الإمكان، حيث نشاهد سيارة مثل BMW الفئة السابعة الجديدة تعتمد بشكل أكبر على البلاستيك اللامع والإضاءة. أساليب بديلة أقل ضررا ترى شركات السيارات أن عمليات صبغ التقليدية لفرش المقصورة قد تزيد من الانبعاثات الكربونية ولذلك تم اللجوء مؤخراً لبعض الأساليب الحديثة منها الاستعانة بنفايات محاصيل البن لتحديد اللون بعد تعريضها لتفاعل مع المياه، شركة مثل مرسيدس بنز اتبعت هذا الأسلوب في أحدث سياراتها ومنها مايباخ EQS SUV الفاخرة الكهربائية بالكامل، يساهم ذلك بشكل ملحوظ أيضاً في تخفيض الموارد المستنزفة كما يمثل مصدر دخل جديد للمزارعين الذين يوفرون مخلفات محاصيلهم.
