«يوم أسود على تل أبيب وفاجعة تشبه هزيمة أكتوبر».. الصحف العبربية تصف «طوفان الأقصى»

عكست وسائل الإعلام العبرية حالة الصدمة التي شهدتها الأوساط الإسرائيلية إثر عملية «طوفان الأقصى» التي أسقطت 70 قتيلا من صفوف المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في حصيلة أولية أعلنها الإعلام العبري مع انتقاده ما وصفه ب«الفشل الاستخباراتى الإسرائيلى» في مواجهة الفصائل الفلسطينية، معتبرا أن تل أبيب شهدت «يومًا أسود وفاجعة لا تقل بشاعة عن هزيمتها في حرب أكتوبر» وسط نشر مشاهد أظهرت وجوه المستوطنين وقد أغشاها الذهول والهلع من هول الصدمة.
ووصفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية العملية أنها «ليست مجرد انهيار للمنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية، إنما إنذار مبكر بانهيار إسرائيل»، فيما أشارت صحيفة «هاآرتس» إلى التطور النوعى في أداء الفصائل الفلسطينية، معتبرة أنه «ينذر بكارثة» وأطلقت على العمليةاسم «هجوم غزة الأسود».
واعتبر موقع «حدشوت» أن تل أبيب شهدت يومًا أسود لا يقل عن فاجعة يوم «كيبور»، في إشارة إلى هزيمة تل أبيب في حرب أكتوبر المجيدة، فيما انتقدت صحيفة يديعوت «أحرونوت» فشل تل أبيب في التعامل أمنيًّا باستمرار مع تسلل الفصائل الفلسطينية، إلى الداخل المحتل ومرور ساعات طوال دون السيطرة على الوضع.
جاء ذلك بعدما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن قواته تحتاج ساعات طويلة لاستعادة السيطرة على الأماكن التي تسلل إليها مقاتلو الفصائل الفلسطينية، في حين لفت موقع «والا» إلى أنه لم تكن هناك أي معلومات محدثة وواضحة لدى المخابرات الإسرائيلية تشير إلى نية تنفيذ هجوم واسع النطاق من غزة تجاه إسرائيل.
وتعد العملية المتعددة الأولى من نوعها منذ قيام إسرائيل تمكنت قوات كتائب القسام من دخول المستوطنات الإسرائيلية، جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيقظت الداخل الإسرائيلي على كابوس باستهدافها نحو 21 موقعا بالتزامن في مفاجئة باغتها بحرا وبرا وجوها وأوقعت 70 قتيلا من مستوطني الاحتلال وجنوده وبينهم رئيس المجلسي الإقليمي الإسرائيلي، شاعار هانغيب إضافة لنحو900 مصاب في حصيلة أولية لعملية «طوفان الأقصى» التي تبنتها كتائب عز الدين القسام تزامنا مع اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر أو ما يعرف في إسرائيل «بيوم الغفران» في إطار ردها على استمرار انتهاك حرمة الأقصى وتصعيد مداهماته منذ بدء موسم الأعياد اليهودية.
وتستمر صفارات إنذار وحالة النفير وسط هلع ورعب غير المسبوق، على إثر العملية التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقول بأنهم «في حالة حرب»، وأن «حماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها».
ومع أسر كتائب القسام ل35 جندي إسرائيلي بينهم جنرال بارز بجيش الاحتلال وفق الإعلام العبري وفي ظل تعهد نتنياهو برد غير مسبوق واستمرار التصعيد، توالت ردود الفعل الدولية على الحدوبينما أبدت واشنطن ومعها بلدان الاتحاد الأوروبي «دعما كاملا» لتل أبيب وما وصفوه ب«حقها في الدفاع عن نفسها» ألقى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، باللوم على واشنطن، واعتبر أن الولايات المتحدة كان عليها أن تشارك بشكل أكثر فعالية في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وإنفاذ حل الدولتين بدلا من مساعدتها «النازيين الجدد» على حد وصفه.
وأعتبر ميدفيف في بيان كتبه على «تليجرام» أن «اندلاع القتال بين حماس وإسرائيل في الذكرى الخمسين لبدء أكتوبر حدث كان يمكن توقعه».
فلسطينيون يحتفلون بعملية المقاومة من فوق دبابة معطوبة للاحتلال الإسرائيلي (الفرنسية)
علّق حزب الله اللبناني على عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حركة حماس، مباركا العملية التي وصفها ب«العملية البطولية واسعة النطاق»، معتبرا أنها«رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية وتعديه المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامة الإنسانية» داعيا «شعوب الأمة العربية والاسلامية والأحرار في العالم إلى إعلان التأييد ‏والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تؤكد وحدتها الميدانية بالدم والقول ‏والفعل».