يحتفل التونسيون، السبت، بالذكرى السنوية الأولى لنجاح «ثورة الياسمين» وهروب الرئيس السابق زين العابدين بن على ورغم الإنجازات السياسية التى تحققت على مدار العام الماضى فإن الأزمات الاقتصادية والتحديات الأمنية تسرق فرحة التونسيين بالاحتفال بثورتهم، إذ يشعرون بالمرارة والخوف بسبب استمرار تردى الوضع الأمنى وتفاقم أزمات البطالة والاقتصاد وتجاهل ضحايا الثورة، فيما أكد الرئيس التونسى منصف المرزوقى أن بلاده تعانى «تسونامى» من المشاكل. ورغم أن البلاد نجحت فى تثبيت أقدامها على سلم التحول الديمقراطى بعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسى لوضع الدستور الدائم، وتشكيل حكومة سيطر عليها حزب النهضة الإسلامى المعتدل، وتعيين رئيس مؤقت من اليسار، بالتزامن مع مواصلة محاكمة «بن على» وكبار مساعديه بتهمة قتل شهداء الثورة والفساد المالى، تواجه تونس تحديات صعبة، فالأوضاع الاقتصادية والنمو بلغ صفراً%، وتفاقمت البطالة وارتفعت إلى 18%، وتزايد عجز الميزانية وتراجع الاستثمار الأجنبى وقلت عوائد السياحة، واليأس يعم البلاد، مما يعقّد مهمة الحكام الجدد، وبات الشعور بالخيبة لسان حال كثير من التونسيين. وتعانى البلاد استمرار الانفلات الأمنى فى ظل استمرار الاعتصامات والمطالب الفئوية، فيما يطالب التونسيون ورجال الأمن بتطهير وزارة الداخلية من العناصر الفاسدة، واحتدم الجدل والاستقطاب السياسى بعد فوز «النهضة الإسلامى» بغالبية مقاعد المجلس التأسيسى. وعكس تلك المشكلات الرئيس منصف المرزوقى بقوله إن البلاد تعانى تسونامى من المشكلات، ودعا مواطنيه لمنح بلادهم فترة للتعافى من أجل إدارة «تسونامى المشاكل».
