بلغت انتهاكات الاحتلال والمستوطنين ذروة جديدة في الأراضى الفلسطينية المحتلة- لاسيما في محيط المسجد الأقصى- وواصلت جماعات الهيكل حشد مئات المستوطنين لباحاته؛ إذ اقتحم 1035 مستوطنًا باحات المسجد جهة باب السلسلة، اليوم في ثالث أيام ما يعرف ب«عيد العرش»، بعد تنفيذ نحو 859 مستوطنًا اقتحاما مناظرا لباب المغاربة، أمس الأول، تزامنا مع تكثيف قوات الاحتلال اعتداءاتها على المرابطين في المسجد الأقصى بالهراوات والعصى، ما أدى لسقوط إصابات في صفوفهم، وتوفيرها مظلة أمنية لمنظمات «الهيكل» التي تقود الاقتحامات وما يشوبها من ممارسات عنيفة واستفزازية تُساق بذريعة أداء الطقوس الدينية في موسم الأعياد اليهودية، وسط تصعيد قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين، وشنها حملات اعتقالات ومداهمات موسعة في محيط القدس والضفة. وفى ثالث أيام «عيد العرش»، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة أن 1035 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى، صباح اليوم، في حماية عناصر من شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلى، مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال اعتدت على المرابطين في منطقة باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، واعتقلت عددا منهم، وفق «وفا». ويشوب الاقتحامات طقوسا استفزازية بينها النفخ في الأبواق إيذانًا بهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم، وفق الطقس التلمودي. [image جماعات الهيكل تقود ممارسات استفزازية في محيط الأقصى والبلدة القديمة :2] ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية «وفا» عن شهود عيان أن «عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته ونفخوا في الأبواق وفى الطقس التلمودى، فيما شاب تلك الاقتحامات استفزازات ضد الفلسطينيين المرابطين في باحات المسجد الأقصى». قال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، الخليل نضال الجعبرى، إن سلطات الاحتلال ستغلق الحرم الإبراهيمى بدءًا من اليوم الإثنين حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم الثلاثاء، معتبرًا ذلك تعديًا سافرًا على حرمة الحرم، واعتداءً استفزازيًّا على حق المسلمين في الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم، مطالبا المجتمع الدولى والمؤسسات ذات الصلة وعلى رأسها «اليونسكو»، بوضع قراراتها موضع التنفيذ، لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمى. وفى سياق مواز، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في عدد من مدن وبلدات الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، اعتقلت خلالها نحو 20 فلسطينيًا. وقال نادى الأسير الفلسطينى، إن قوات الاحتلال اعتقلت، حتى فجر الإثنين، 16 فلسطينيًا على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون، وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات: رام الله، جنين، نابلس، والقدس. وفى الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة العيسوية في القدسالمحتلة، وداهمت عددًا من منازل المواطنين، قبل أن تُقدم على اعتقال ثلاثة مواطنين، هم: كريم أحمد عبيد، محمد فوزى عبيد، ومجد وديع عبيد. وتعليقًا على توتر الأوضاع في محيط القدس والضفة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية «التصعيد الحاصل في عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته وممتلكاته، وفى مقدمتها المسجد الأقصى من استهداف وتصعيد في أعداد المشاركين في الاقتحامات، فيما اعتبرته محاولة لتكريس السيطرة الإسرائيلية عليه، محذرة من التداعيات الخطيرة على حياة المواطنين الفلسطينيين جراء إعادة المستوطنين إلى بؤرة حومش، وتحويلها إلى مستعمرة، وممارسة أبشع أشكال التطهير العرقى للوجود الفلسطينى في القدس وعموم المناطق المصنفة (ج)». وأكدت الخارجية أن تلك الجرائم تأتى في إطار عمليات الضم التدريجى الزاحف للضفة الغربيةالمحتلة وتخصيص المساحة الأكبر منها كعمق استراتيجى للتمدد الاستعمارى الاستيطانى العنصرى، بما يؤدى إلى تقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدسالشرقية وتطبيق مبدأ حل الدولتين. وفى الأثناء، وصف رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى، روحى فتوح، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الأقصى، والاعتداء على النساء وإصابتهن بجروح متفاوتة، واعتقال عدد من المرابطين والمرابطات، بالعمل الهمجى والجريمة الوحشية، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولى المشارك في هذه الجرائم، مؤكدا أن الاحتلال «يسعى لإشعال الأوضاع من أجل فرض أمر واقع لن يُسلّم به الفلسطينون مهما كان الثمن، وستبقى القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية». وأدان البرلمان العربي، أمس تواصل الاقتحامات بقيادة جماعات الهيكل والشخصيات السياسية المتطرفة، منددا بالممارسات الاستفزازية التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى بذريعة الأعياد اليهودية، والتصعيد الممنهج الذي يكرسلتقسيم الزماني للقدس المحتلة. وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام فلسطينية، اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين والمرابطين المعتصمين في المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالهراوات ومحاولة طردهم لتأمين الحماية للمستوطنين، ما أدى لإصابة العشرات وبينهم نساء وأطفال بجروح. وأصيب مساء أمس عشرات الفلسطينيين، في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلى في الضفة الغربية، بينما اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من مدينة القدسالمحتلة، حسبما أفادت جمعية الهلال الأحمر، واعتقلت قوات الاحتلال، مساء الأحد، مواطنين مقدسيين، من حى واد قدوم في بلدة سلوان، وآخر لم تعرف هويته بعد، عند حاجز عسكرى نصبته في بلدة أبوديس شرق القدسالمحتلة. ويستمر عيد العرش حتى السابع من أكتوبر الجارى، مما ينذر بمزيد من التوتر والعنف في محيط القدس والضفة المحتلة، لا سيما أن موسم الأعياد اليهودية يحل هذا العام، تزامنًا مع الذكرى ال23 لانتفاضة الأقصى.
