يحتفل المصريون بذكرى المولد النبوي الشريف وهو من الأيام التي يحرص فيها البعض على الصيام بجانب العادات الأخرى بتبادل حلوى المولد النبوي الشريف والتهنئة بهذه الذكرى، وكشفت دار الإفتاء حكم صيام المولد النبوي الشريف والأعمال المستحبة في هذا اليوم. صيام المولد النبوي وأكدت الإفتاء أن صيام يوم المولد النبوي هو من الأعمال المشروعة في هذه المناسبة العظيمة، موضحة أن الشارع حثَّ على الصيام على جهة الإطلاق ورغَّب فيه، وجعل صوم التطوع مندوبًا إليه إلا ما استثناه بالنص عليه، وعظَّم أجره وثوابه، بل أفرد للصائمين بابًا من أبواب الجنة لا يدخل منه أحدٌ إلا هُم، وررد َعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه مسلم في «صحيحه». واستشهدت الإفتاء بما ورد وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» أخرجه الشيخان. وأوضحت أن صيامُ يوم مولد النبي على وجه الخصوص مشروع من حيث الأصل بما تواردت عليه النصوص الشرعية؛ ويكون الصيام شكرًا واحتفاءً بمولده؛ حيث ورد الأمر الشرعي بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ الميلاد؛ إذ تجلَّت فيها نعمة الإيجاد، وأعظمها يوم ميلاد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى على نجاة أخيه سيدنا موسى عليه السلام. وقالت الإفتاء إنه إذا كان الشكرُ بصيام اليوم الذي نجَّى الله فيه سيدنا نوحًا عليه السلام ونصر فيه سيدنا موسى عليه السلام مستحبًّا؛ فإنَّ صيام اليوم الذي ولد فيه خير البشر أرغبُ وأولى بالصيام مِن غيره؛ موضحة أنه نصَّ جمهور العلماء على أنه يُنْدَبُ تعظيم يوم ميلاد النبي وإبراز الشكر له؛ وذلك بصيامه والإكثار مِن الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن ونحو ذلك من مظاهر الشكر والتعبدلله احتفاءً بالمولد النبوي الشريف، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار. حكم الاحتفال بالمولد النبوي وقالت دار الإفتاء إنه اعتادت الأمة الإسلامية الاحتفالَ بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ القرن الرابع والخامس من غير نكير، وذلك عن طريق إحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات، كما نصَّ على ذلك المؤرخون؛ كالحافظ ابن الجوزي وابن دِحية وابن كثير وابن حجر والسيوطي وغيرهم كثير. وأوضحت أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ حتى أقسم اللهُ عزَّ وجلَّ بحياته؛ فقال في كتابه العزيز: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72]. وأكدت أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي من خلال تجمع الناس على ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والإنشاد في مدحه والثناء عليه، وقراءة السيرة النبوية العطرة، والتَّأسي به وإطعام الطعام على حبه والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته. المولد النبوي 2023 وبعد حلول مغرب اليوم بدأت ليلة ذكرى المولد النبوي الشريف، ويوافق غدا الأربعاء ذكرى المولد النبوي الشريف، ودعت دار الإفتاء إلى الإكثار من الصلاة على الحبيب وآله وصحبه وسلم، وترديد صيغة الصلاة على النبي «اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد».
