عقب أيام من اختتام قمة الاقتصادات الناشئة «بريكس» ال15 فعالياتها في جنوب إفريقيا، اعتبرت صحيفة «ديلى مفريك» المحلية، في تقرير تحليلى لها، أن الصين هي «الفائز الأكبر» من توسيع نطاق الكتلة التي تحوز ربع ثروة العالم، معللة ذلك بثلاثة عوامل ستدفع جميعًا نحو تعزيز مكانة بكين- أكبر اقتصادات الكتلة- اقتصاديًا وجيوسياسيًا في العالم. اعتبرت الصحيفة الجنوب إفريقية أن ثمة عوامل متعددة ستعزز استفادة بكين من توسيع نطاق بريكس، أولها العامل الاقتصادى؛ إذ سيسهم ضم الأعضاء الستة الجدد ل«بريكس» في زيادة فرص بكين في كسب أرضية اقتصادية، غير أن تلك البلدان ستعد بوابتها لتمرير التجارة الصينية عبر المزيد من بلدان العالم النامى. وأضافت الصحيفة أن بكين في هذه المرحلة تعتبر شريكًا تجاريًا رئيسيًا لجميع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، وعلى الرغم من أنها لا تحظى سوى بالقليل من التجارة البينية بينها وبين البلدان الأربعة المؤسسين للكتلة، لكن فرصها في التبادل التجارى عقب ضم جمهورية مصر العربية، وجمهورية الأرجنتين، وجمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة كأعضاء كاملى العضوية، سترتفع، مما يسهم في توسعها اقتصاديا. واعتبرت صحيفة «ديلى مفريك» أن العامل الثانى هو العامل الجيوسياسى، الذي سيمنح الصين المزيد من الثقل في القضايا الإقليمية والدولية. وفيما العامل الثالث هو استفادة بكين من إضافة منتجى النفط المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةوإيران، مما سيسهم في المزيد من معاملات النفط التي ستتم باليوان بدلًا من الدولار الأمريكى، ويدعم طموح الصين لجعل اليوان عملة عالمية رئيسية، لاسيما بعدما أبدت الإمارات والسعودية اللتان تربطهما علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، رغبتهما في إظهار الاهتمام ببناء العلاقات مع الصين. واعتبرت الصحيفة الجنوب إفريقية أن إعلان السعودية عن صفقة بقيمة 3.6 مليار دولار لشراء 10٪ من شركة رونغشينج للبتروكيماويات الصينية، والذى سيؤدى إلى توريد 480 ألف برميل يوميًا من النفط الخام للشركة الصينية، يعد أول الغيث بالنسبة لبكين. اعتمد قادة تكتل الاقتصادات الناشئة «بريكس»، في ختام قمتهم ال15 المنعقدة في منطقة ويندسون المالية في جوهانسبرجبجنوب إفريقيا، وثيقة لتوسيع نطاق الكتلة وضم 6 بلدان جدد كأعضاء دائمين، هي مصر والسعودية والإماراتوإيرانوالأرجنتين وإثيوبيا، على أن تصبح عضوية تلك البلدان سارية في التكتل الذي يحوز ربع ثروة العالم، بدءًا من يناير المقبل، متعهدين بشراكة بناءة مع الأعضاء الجدد وتقديم حلول اقتصادية تدفع نحو عالم أكثر «عدلًا وتوازنًا وشمولًا»، وسط تصاعد نبرة الاستياء من الهيمنة الغربية عليه وتلويح بانحياز المنظمات الدولية ودعوتها لتبنى إصلاحات بسياساتها المالية والسياسية لجعلها أكثر توازنًا. ووسط تصاعد نبرة الاستياء من الهيمنة الأمريكية على العالم، أعلن قادة بريكس، في اليوم الختامى للقمة ال15 الخميس الماضى، في بيان ألقاه بالإنابة عن زعمائها ال5 (الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا) رئيس الدولة المضيفة، سيريل رامافوزا، بدء اعتماد أوراق «مصر والسعودية والإماراتوإيرانوالأرجنتين وإثيوبيا»، أعضاء دائمين في التكتل، لافتًا إلى استكمال الإجراءات على أن تكون عضوية تلك الدول سارية بدءًا من يناير 2024.
