مرت نحو 55 يوما على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في العشر أيام الأولى من شهر مايو الماضي، والتي كانت فيها حركة الجهاد في مواجهة الاحتلال، حتى شن الأخير غاراته على مخيم جنين فجر اليوم الإثنين، وأسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة نحو 50 آخرين. وتعاني فلسطين وقطاع غزة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي لم تهدأ حتى يتم إعادة إعمار البنية التحتية. وفى المقابل وصف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أحداث جنين ب «المذبحة»، التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ووفقا لما نقلت وكالة «صفا» فإن المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقف هذه المذبحة. وكان قد التقى وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة، في العاصمة الإيرانية طهران بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على أكبر أحمد يان، إذ وجّه الشكر لطهران لدعم الشعب الفلسطيني، وشرح له آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وما جرى في معركة «ثأر الأحرار» والتطورات في الضفة الغربية، فيما أشاد المسؤول الإيراني بدور حركة الجهاد الفاعل في المقاومة في غزة والضفة، متمنيًا أن تتطور الحالة إلى الأمام والمحافظة على هذا الإنجاز. وأطلقت قوات الاحتلال قبل فجر اليوم عملية عسكرية واسعة للقضاء على المقاومة في جنين، استشهد خلالها 8 فلسطينيين وأصيب نحو 50، منهم 10 في حالة خطيرة، وتصدت المقاومة في جنين للعدوان بالرصاص والعبوات الناسفة، وأسقطت طائرتين مُسيرتين لجيش الاحتلال، وأكدت وقوع إصابات بين الجنود. ولم تهدأ فلسطين من الغارات الإسرائيلية فبعد عيد الفطر المبارك، عاد التوتر لقطاع غزة، حيث نشبت المعارك بين إسرائيل وحركة الجهاد، ولم تتدخل فيها حركة «حماس»، بعد استشهاد قائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس، وأمين سر مجلسها العسكري، جهاد غنّام، استهداف منزل الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، طارق عز الدين، وعضو المجلس العسكري في سرايا القدس، وقائد المنطقة الشمالية في قطاع غزة، خليل البهتيني. وعودة إلى أحداث جنين، اليوم، التي حازت على إدانات دولية ضد الاحتلال، فقد سبق أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن معركة «بأس الأحرار» في جنين، «أحدثت تغييرًا في ميدان القتال، وحدثت بإمكانيات متواضعة لدى المجاهدين وأبطال كتيبة جنين الذين أثبتوا قوتهم وقدرتهم في مواجهة العدو». وأوضح أن ما حدث في جنين، وليست أحداث اليوم، هو امتداد لمعركة ثأر الأحرار ومعركة وحدة الساحات، مؤكداً أنّ الوحدة الميدانية بين كل أبناء الشعب الفلسطيني أمرٌ مهم، مبينا أن كافة الفصائل في الضفة لديها رؤية مشتركة في مقاومة المحتلين، جاء ذلك بعدما وقعت قوات الاحتلال في كمين مخطط له في جنين. وقد تضمّن تفعيل عبوات ناسفة وإطلاق نار، ما أدّى إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين، واستمرت تلك الجولة على مدى أكثر من 8 ساعات من القتال والمواجهة، واستطاعت الكتيبة خلالها تفجيرَ «عددٍ كبير من العبوات الناسفة» في آليات الاحتلال، وإعطاب أكثر من 5 آليات، وإلحاق أضرار جسيمة بعدد آخر، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال. ورأى النخالة أن معركة «ثأر الأحرار»، وضرب «تل أبيب» والقدس بصواريخ المقاومة «أدّى إلى انهيارات نفسية في البنية الإسرائيلية بشكل أساسي»، وأنّ «ما تحقق خلال هذه المعركة يُعدّ إنجازاً كبيراً وقيمته معنوية بشكل أساسي. وفى سياق متصل، نقلت وكالة «صفا» الفلسطينية، عن مصادر بالمقاومة في غزة، اليوم الإثنين، إن الأوضاع على الساحة الفلسطينية مرشحة لتصعيد واسع في حال لم يوقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على جنين بشمالي الضفة الغربيةالمحتلة.
