فى طريقها إلى مكان العثور على جثته، تذكّرت أن ابنها لم يبلغ الرابعة عشرة من عمره كى يموت بهذه الطريقة البشعة.. أخبرها أشقاؤها أن زوج عمة ابنها «يوسف» وابن عمته وزوج شقيقة الأول استدرجوه لتوصيلهم ب«توك توك» قيادته لترعة اللبينى فى أبوالنمرس بالجيزة، وخنقوه، ووضعوا حجرًا فى قدمه، بعد تكبيله بالحبال، وألقوه فى المياه كى لا يطفو جثمانه على السطح. لم تصدق «فاطمة» أن ابنها مات مقتولًا، وغادر الدنيا. كانت أم «يوسف» تلطم على وجهها، مصدومةً، تقول: «صعب عليّا تخيل إن (أدهم)، زوج عمة ضنايا، يقتله، بالاشتراك مع ابن عمته (كريم) و(على)، زوج شقيقة الأول»، مضيفةً: «دم ابنى هيكون لعنة عليهم، قتلوه بلبس العيد، خنقوه عشان يخلصوا منه ويسرقوا (توك توك) كان بياكل عليه عيش ويساعدنا فى مصاريف البيت»، وتتمنى القِصاص العاجل للمتهمين: «عشان نار قلبى تبرد، وابنى يرتاح فى قبره». وتحكى عن حماس «يوسف» لارتدائه «الهدوم الجديدة» قبل خروجه ل«رحلة الموت»: «قالِّى يا ماما، عايز ألبس طقم العيد، ورديت عليه: (يا حبيبى لسة المناسبة مجاتش)، ليرجوها: (عاوز أفرح بيه شكله حلو)، لتوافقه بقولها: (تتهنى بيها يا قلبى)». وتتابع حكيها عن ملابسات اختفاء «يوسف»، وتصف القلق الذى أكل قلبها 3 ليالٍ، شعرت خلالها أن الحياة توقفت فعلًا، «اعتدت الاتصال به لدى خروجه ب(التوك توك)، لكن هاتفه ظل مغلقًا». والدة «يوسف» لم تعد ترى أمامها سوى صورة ابنها، الذى رأته لآخر مرة جثّة مسجاة أمام ترعة اللبينى، مخنوقًا، ومكبلًا من القدمين بحبل، وعلى جسمه كدمات وشقوق متقيّحة لم تندمل بعد، اكتفت بنظرة واحدة للتعرف عليه، وحملته الإسعاف إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة. قبل العثور على جثة «يوسف»، كان زوج عمته يشارك أسرته فى البحث عنه، ويجوب الشوارع، مناديًا عليه بالميكروفونات، ويوزع صورته على الأهالى، فما كان من «جمال»، خال «الملاك البرىء»، سوى الشك فيه: «سلوكه كان مريبًا، وهو مسجل خطر سرقات». خال الطفل تلقى اتصالًا من سائق «توك توك» مفاده أن الأهالى عثروا على جثة طفل، لم يكن أمامه سوى إحضار زوج عمة «يوسف» بالمكان: «طلبنا الشرطة، وقلنا لهم ده اللى قتل الولد». وتحجرت الدموع فى أعين والدى «يوسف»، واكتفيا بسماع اعترافات المتهمين يقولان إنهما استدرجا طفلهما إلى مكان العثور على الجثة، وقتلاه خنقًا، وقادا «التوك توك» إلى جراج، يعمل به المتهم الثالث «على»، واستولى الأخير على ما كان بحوزة المجنى عليه من أموال داخل المركبة، وكانوا ينوون بيعه، وتقسيم الفلوس فيما بينهم.