ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل وخاصة واقى الشمس من أهم ما يؤرق الكثير من المواطنين حاليًا، و«الصن بلوك» هو أحد المنتجات الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من الفتيات، مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، للحماية من أشعة الشمس الحارقة، حيث ارتفع بنسبة 100% هذا العام، ما أدى إلى استياء الكثيرين، والبحث عن طريقة بديله للوقاية، وفى هذا الصدد يرصد «دليل خدماتى» مخاطر التعرض المباشر لأشعة الشمس وخاصة في فصل الصيف، وكيفية الوقاية من هذه المخاطر في ظل ارتفاع أسعار واقى الشمس «صن بلوك». وقال الدكتور محمد الدركى، مدرس مساعد الأمراض الجلدية بطب المنصورة، إنه مع مرور الوقت والتعرض المتكرر للشمس ولفترات طويلة؛ تظهر آثارها الضارة على الجلد في عدة صور، أولاها التجاعيد، فيمكن أن يتسبب التعرض المطول لأشعة الشمس فوق البنفسجية الخطيرة في ظهور تجاعيد على الجلد، تحدث التجاعيد بشكل أساسى عندما تنضب الأنسجة الضامة للجلد مثل الكولاجين والإيلاستين وما إلى ذلك تحت الجلد، إضافة إلى اسمرار الجلد، إذ يظهر في المناطق التي كانت على اتصال مباشر بالأشعة فوق البنفسجية، ويعد التأثير الأقل ضررًا للتعرض لأشعة الشمس على الجلد، إذ أن اسمرار البشرة يعد عملية طبيعية لبشرتك لحمايتها من أشعة الشمس فوق البنفسجية. وأضاف في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن هناك أضرارا أخرى تتمثل في حروق الشمس، والتى تظهر في صورة احمرار أو تورم يحدث على الجلد نتيجة التعرض المفرط للشمس، وتعد حروق الشمس أحد أضرار أشعة الشمس التي تترك البشرة حمراء، ومتهيجة ومؤلمة، تنقسم حروق الشمس إلى الآتى، حروق بسيطة، وهى تُصيب الطبقة الخارجية فقط من الجلد، وتستمر لأيام قليلة حتى أسابيع وفى نهاية المطاف تُشفى، لكن ليس قبل أن تتسبب في تقشر الجلد، وحروق شديدة، وهى حروق تصل إلى طبقات الجلد الداخلية وتصل إلى الأطراف العصبية، وهى مؤلمة جدًا وتستمر وقتًا أطول، وتستدعى هذه الحروق التوجه لتلقى علاج الحروق الطبى. وأوضح الدركى أن من ضمن مشاكل التعرض لأشعة الشمس هو حدوث الجفاف، فهو هو أحد آثار احتياج الجسم إلى المزيد من الماء في النظام الذي يتم توفيره له، قد يتسبب الجفاف في الشعور بالعطش الشديد والدوخة والتعب وجفاف الفم وأعراض أخرى، تأكد من استهلاك ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا خاصة إذا كنت تتعرض لأشعة الشمس في كثير من الأحيان. وأشار «الدركى» إلى مشكلة النمش، والتى تتمثل في بقع بنية صغيرة تبدأ في الظهور على الجلد بعد أول تعرض لأشعة الشمس، ويعد الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أو الشعر الأحمر هم أكثر ميلًا لتكون النمش على الجلد لديهم، مضيفا أن أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان نتيجة التعرض المفرط للشمس هي سرطان الجلد، والذى يعد أحد أكثر الأمراض المزمنة المعروفة على نطاق واسع والتى يمكن أن تسببها الأشعة فوق البنفسجية، ويمكن أن يؤدى التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية إلى تغيير الحمض النووى للجلد، هذا التغيير في الحمض النووى جنبًا إلى جنب مع التكاثر السريع لخلايا الجلد غير الطبيعية هذه يمكن أن يسبب سرطان الجلد، منوها بمرض آخر وهو «الساد»، وهو مرض يُصيب العين، ويمكن أن يحدث بسبب تعرض العين لأشعة الشمس، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تؤدى لتعكر عدسة العين مما يسبب في منع انتقال الضوء إلى شبكية العين. أما عن أهم النصائح لحماية البشرة من التعرض للشمس في فصل الصيف، فأكد «الدركى» على ضرورة وضع كريمات واقية من أشعة الشمس الضارة لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، ويستحسن أن يتم وضع هذا الكريم قبل 15 دقيقة من الخروج والتعرض لأشعة الشمس، كما يجب إعادة وضع كريمات الوقاية من أشعة الشمس الضارة كل ثمانين دقيقة على الأقل من المرة الأولى، إذا كنت لاتزال تتعرض للشمس، خاصة في إجازة الصيف، حيث يجلس الأشخاص على الشواطئ، ويتعرضون للمياه والتعرق باستمرار. واستكمل حديثه منوها بضرورة ارتداء النظارات الشمسية، القبعات واسعة الحواف، والقمصان والسراويل ذات الأكمام الطويلة، كما يفضل تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الثانية مساء، وضرورة فحص البشرة بانتظام حتى تعرف طبيعتها، وترصد أي تغييرات أو بقع جلدية تظهر عليها، كما يجب اختيار مستحضرات التجميل والعدسات اللاصقة التي توفر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى أنه عند اصطحاب الأطفال للخارج، يجب أن تحمى بشرة طفلك وتوفر له الحماية ذاتها التي تتبعها، وعلى رأسها الكريمات الواقية من الشمس. وعن أهمية واقى الشمس (صن بلوك)، قال «الدركى» إن واقى الشمس يعد من المواد التجميلية المهمة جدًا، خاصة في فصل الصيف؛ لأنّه يقوم بحماية البشرة من أشعة الشمس الحارقة، وذلك بسبب احتوائه على مجموعة من العناصر والمركبات، التي تشكل طبقة عازلة للبشرة عن أشعة الشمس، ويجب تجديد وضع الواقى على البشرة كل ساعتين، وأيضًا يفضل وضعه قبل نصف ساعة من التعرّض لأشعة الشمس، موضحا أن واقى الشمس يعمل على حماية الجلد من الأشعة الضارة بإحدى الطريقتين التاليتين، الأولى هي امتصاص الأشعة فوق البنفسجية قبل وصولها طبقات الجلد الداخلية وإلحاق الضرر بها، أما الثانية فهى عكس الأشعة فوق البنفسجية من على البشرة، وبالتالى يساهم واقى الشمس في حماية الجلد من تأثيرات أشعة الشمس الضارة الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، مثل الحروق، والحساسية، وظهور التجاعيد المبكرة، والإصابة بسرطان الجلد. وتطرق مدرس مساعد الأمراض الجلدية بطب المنصورة إلى خطوة مهمة جدًا وهى اختيار واقى شمس مناسب لنوع البشرة، مضيفًا أن البشرة الدهنية والمختلطة يناسبها واقى الشمس الذي يحتوى على قاعدة مائية وخال من الزيوت، أما البشرة الجافة فيناسبها واقى الشمس الزيتى ذو القوام الثقيل، ولتجنّب تجمع الواقى في التجاعيد يجب ترطيب البشرة بشكل مستمر، وبالنسبة للبشرة العادية فتعتبر من أسهل أنواع البشرات فهى بحاجة إلى واقى شمس معتدل القوام ويحتوى على نسبة معتدلة من الترطيب، أما عن البشرة الحساسة، فيجب استخدام واقى شمس غنى بالفيتامينات والعناصر الملطفة للبشرة، ويجدر بصاحبات هذه البشرة تجنّب واقى الشمس ذى الرائحة العطرية القوية، لأنّ هذا النوع من الواقى يسبّب الحساسية لهذه البشرة. واختتم حديثه قائلًا إن السوق المصرية تتوافر به العديد من أنواع واقى الشمس بتركيبات مختلفة وأسعار متفاوتة ونظرًا لارتفاع الدولار أمام الجنيه المصرى، فقد ارتفعت أسعار واقى الشمس المستورد بنسبة كبيرة، ومع ذلك فإن هناك الكثير من الشركات المصرية التي تقوم بإنتاج الكريمات الواقية من الشمس بجودة عالية وأسعار جيدة إذا ما قورنت بالمستوردة.
