أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بمعاقبة متهمين بالحبس مع الشغل لمدة عامين، في اتهامهما بالتحرش وهتك عرض سيدة وابنتها، خلال استقلالهما أتوبيس نقل عام في منطقة التجمع الخامس. وقالت الحيثيات التي أودعتها المحكمة برئاسة المستشار أسامة قنديل وعضوية المستشارين محمود مصطفى ومحمد أحمد، وأمانة سر محمد طه، أنه استقر في يقين المحكمة وأطمأن اليها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أنه بتاريخ 26 سبتمبر 2022 وحال استقلال المجني عليهما إحدى وسائل النقل العام «اتوبيس»، فوجئت الأولى بالمتهم والجالس بالمقعد يسارها يضع يده على عورته ويعبث بها من خارج ملابسه ويوجه اليها حركات ونظرات وايحاءات جنسية فتجاهلته، وبينما كانت نجلتها المجنى عليها الثانية تجلس بإحدى المقاعد بمقدمة الحافلة وكان المتهم الثاني جالسا من خلفها أبصرته الأولى «والدتها» يحاول مد يده من فتحة المقعد الخلفية لملامسة المجني عليها، مما دعا والدتها لنهره حتى يرجع عن فعلته وعقب نزول المجني عليهما والمتهمين من الأتوبيس، حدثت بينهما مشادة على أثرها تعدى المتهمين على المجنى عليها بالسب بلفظ خارج وقيام الاخرتين بالاستغاثه بالمارة وتصادف مرور إحدى سيارات الشرطة وتم ضبط المتهمين. واستندت الحيثيات إلى اعترافات المتهمين في التحقيقات، وقال المتهم الأول انه استقل أتوبيس نقل العام رفقة المتهم الثاني وأبصر المجنى عليها جالسة بالمقعد أمامه وما أن شعر برغبة جنسية قبلها حاول ملامستها من الخلف وما أن شاهدتها والدتها قامت بنهره والصراخ في وجهه وحصلت بينهما مشاداة كلامية تبادلا فيها السباب وأن المتهم الثانى وجة إليها عبارة سب وقذف وتم ضبط المتهم الثانى عقب نزولهما من الاتوبيس بمعرفة رجال الشرطة. وردت المحكمة على الدفع بانتفاء أركان جريمة هتك العرض، فمردود عليه بما هو مقرر أن الركن المادي في جريمة هتك العرض يتحقق بأي فعل مخل بالحياء للمجني عليها ويستطيل على جسمها ويخدش عاطفة الحياء عندها من هذه الناحية ولايشترط توافره قانونا أن يترك أثر بجسمها، كما أن القصد الجنائي يتحقق في هذه الجريمة بانصراف إرادة الجاني إلى الفعل ونتيجته ولا عبرة بما يكون قد دفع الجاني إلى فعلته أو بالغرض الذي توخاه منه، كما أن هتك العرض يتحقق بكل فعل يقع على جسم المجني عليه ويخل على نحو جسيم بعاطفة الحياء عنده ولقاضى الموضوع تقدير ذلك ويدخل في مدلول القوة في جريمة هتك العرض المباغته والخديعة ولما كان ماتقدم وقد ثبت للمحكمة من أقوال شاهدتي الإثبات قيام المتهم الأول بالشروع في هتك عرض الطفلة، محاولا لمس جسدها من الخلف بيده واطمأنت المحكمة إلى شهادتهما والتي تعززت بإقرار المتهم بتحقيقات النيابة العامة تفصيلا بارتكابه للواقعة فإن مايثيرة الدفاع في هذا الشأن يكون غير سند. كانت النيابة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات ووجهت للمتهم الأول الشروع في هتك عرض المجني عليها الأول محاولا ملامسة جسدها على نحو يخدش حياءها، وتحرش المتهم الثاني بالمجني عليها الثانية، بإتيانه تلميحات وإيحاءات بأن قام بالعبث بعورته قاصد اتيانها جنسيا.