في أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية، منذ أن قررت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في اتفاق رعته الصين مارس الماضي، وذلك بعد قطيعة سبع سنوات، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء، اليوم الثلاثاء، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة تستمرّ لمدة ثلاثة أيام، ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن خلال زيارته للعاصمة الرياض ومدينة جدة، بمسؤولين سعوديين كبار وربما على رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. في هذا السياق قال الدكتور هشام البقلي الخبير السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية، ومدير مركز سلمان زايد للدراسات، تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض في توقيت هام للغاية، حيث شهدت الفترة السابقة عدم استقرار في العلاقات بين واشنطنوالرياض على خلفية سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن والتى لم تكن على هوى المصالح السعودية، وإن كانت تلك الخلافات لم تصنع فجوة واضحة في العلاقات بين البلدين إلى أن المتابع للشئون الدولية والاقليمية يستطيع قرأت تلك الخلافات بين البلدين. حفظ مصالح أمريكا في المنطقة وأضاف البقلي في تصريحات ل المصري اليوم، محاولة المملكة في الخروج من العباءة الأمريكية وتحركات الأمير محمد بن سلمان على المستويين العربي والدولي جعل الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق نحو علاقاتها بالمملكة وأيضا مصالحها في الإقليم الشرق أوسطي، وهو ما دفع البيت الأبيض للتأكيد مرارا على أهمية تعزيز العلاقات بين واشنطن وطهران، والبيان السابق للزيارة من الخارجية الأمريكية يؤكد الرغبة الأمريكية في استمرار التعاون المشترك على كافة المستويات وحفظ مصالح أمريكا في المنطقة من خلال المملكة العربية السعودية. الملف الإيراني والنفط وأوضح المتخصص في العلاقات الدولية أن زيارة بلينكن للرياض ستركز على مجموعة محاور أولها سيكون الملف الإيرانى بعد التطور الواضح في العلاقات بين الرياض وطهران، بالإضافة إلى إمدادات النفط وتسعير النفط في الفترة القادمة من خلال الشركات التي تستحوذ عليها المملكة السعودية، لن تغيب عن طاولة التفاوض بين الطرفين الملف الإسرائيلى والرغبة الأمريكية الملحة في التطبيع السعودي الإسرائيلى مثلما حدث مع عدد من الدول العربية خلال الفترة الماضية. تنامي النفوذ الصين في منطقة الخليج وتابع: لن يغيب الملف الصينى عن الطاولة أيضا، حيث أن الصين اصبحت الآن اكبر مستورد للنفط السعودي في العالم، وفى إطار الحرب الاقتصادية بين البلدين تخشى واشنطن في تنامي النفوذ الصين في منطقة الخليج وهو ما قد يؤثر على دور الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالحها. المحافظة على المصالح الامريكية والاسرائيلية معا في الخليج العربي كما أشار البقلي إلى أنه من الممكن أن تكون تلك الزيارة في إطار رغبة في واشنطن في تعزيز العلاقات مع الرياض ورأب الصدع الذي بدا جليا خلال الفترة الماضية والمحافظة على المصالح الامريكية والاسرائيلية معا في منطقة الخليج العربي . ومن الجدير بالذكر أن هذه الزيارة، هي الثانية بالنسبة لمسؤول أمريكي كبير خلال الفترة الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية حيث زار السعودية في وقت سابق مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في السابع من مايو الماضي. كما تأتى زيارة بلينكن بعد أيام من تعهد الرياض بخفض إنتاجها النفطي بصورة أكبر، وكانت وزيرة الطاقة الأمريكية جنيفر جرانهولم أعلنت أمس الاثنين، أن بلادها ستعمل مع الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء لضمان انخفاض أسعار النفط، بعد قرار السعودية خفض الإنتاج. وبحسب وكالة الأنباء رويترز فأن من بين أهداف زيارة بلينكن إلى المملكة العربية السعودية، إعادة التفاهم مع الرياض بشأن أسعار النفط والتصدي للنفوذ الصيني والروسي في المنطقة وتعزيز الآمال في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية في نهاية المطاف.
