قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، «طلبت سراً من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقف أنشطتها العسكرية كاملة والعمل بالسياسة فقط، حتى يسود الهدوء الأوضاع»، وذلك بحسب تصريح المحلل السياسي، إبراهيم إبراش في غزة. وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، السبت، أن هناك خلافات بين قيادات «حماس» بشأن التقارير الأخيرة عن عزم الحركة التحول من الكفاح المسلح إلى حركة مقاومة شعبية لا تمارس العنف، قائلة إن التوتر يتصاعد بين قيادات الحركة في غزة وتلك في الخارج حول استراتيجية المنظمة في المستقبل في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربية، السلمية في غالبيتها، والفوز الذي حققته الأحزاب الإسلامية في الانتخابات. وأضافت الصحيفة أن خالد مشعل، قائد الحركة في دمشق، قد ألمح في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن الحركة تقوم بتحول استراتيجي من الكفاح المسلح إلى المقاومة الشعبية غير العنيفة، غير أن محمود الزهار أرفع قيادي في الحركة داخل القطاع أكد للصحيفة أنه «لن يكون هناك أي تغيير فيما يتعلق بتوجهنا وتفكيرنا إزاء النزاع». ونقلت الصحيفة عن مجلة «جينز»، المختصة بالشؤون الاستراتيجية والدفاعية في عددها الشهر الماضي، أن قيادات أمنية رفيعة داخل حماس، أبلغتها بأن الحركة قبلت للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1987 تحولها من مقاومة مسلحة إلى اللاعنف. من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الفوز الكبير الذي حصل عليه الإسلاميون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمثابة «أول اختبار حقيقي ورئيسي»، لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تعهداتها بدعم الحكومات المنتخبة بشكل ديمقراطي في العالم العربي حتى لو لم يكن الفائزون هم المفضلين بالنسبة لواشنطن. وأشارت الصحيفة إلى وصف بعض المسؤولين الأمريكيين لصعود جماعة الإخوان المسلمين، بأنه «فرصة» لوضع السياسات الذي أشار إليها أوباما في خطابه في القاهرة، الذي اقترح فيه تأسيس علاقة جديدة مع المسلمين حول العالم، بحيث تكون مبنية على الاحترام المتبادل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إنهم تجنبوا كثيراً اتخاذ وعود الإخوان بمعناها الحرفي، مشيرين إلى أنهم قبلوا وعودهم بشأن احترام دور القانون والحقوق المدنية، مؤكدين انتظارهم لرؤية حكمهم. وأشارت الصحيفة إلى قول فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في هذا الصدد «لدينا بعض التأكيدات الجيدة من مختلف المحاورين، وسنواصل سعينا لكى تدخل هذه التأكيدات موضع التنفيذ». كما نقلت الصحيفة عن أحد كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، قوله بأن المحاورين الأمريكيين ليسوا فقط في وضع الاستماع، لكن يسعون في الوقت ذاته إلى التأكيد بوضوح على أن الولاياتالمتحدة تريد أن ترى «مصر الشاملة» التي تحترم المرأة والأقليات، فضلاً عن أهمية الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن واشنطن تسمع تطمينات بذلك، لكنها تريد أن ترى ذلك على أرض الواقع.
