تجمع العائلة بعد صلاة العيد، وتناول الكحك والبسكويت مع «الشاي بلبن»، ثم المفاوضات التي تحدث في اختيار مكان «خروجة العيد»، هذه هي الصورة التقليدية لليوم الأول لعيد الفطر في أذهان المصريين، أو في جميع البيوت التي لا تحتوي على طالب «ثانوية عامة»، بحسب ما قالته «جنى فؤاد». فتقول «فؤاد» أن مراسم الاحتفال بعيد الفطر تختلف في البيوت التي تضم طالب «ثانوية عامة» بشكل كبير، لا مجال لوجود أي تجمعات أسرية، حتى يصبح المكان مؤهل للدراسة، والنوم بعد صلاة العيد غير مطروح حتى يتثنى لها الدراسة لأكبر عدد ممكن من الساعات، ويتم إلغاء مصطلح «خروجة العيد» من قاموس الأسرة حتى تنتهي الاختبارات. «احنا في فترة مراجعة خلاص.. معندناش وقت أننا نخرج أو نتفسح في العيد»، ولهذا السبب قررت «فؤاد» قضاء العيد بين ملازم ومعادلات الكيمياء، أما عن موقف أهلها فأكدت على تضامنهم معها، «البيت كله عنده ثانوية عامة معايا.. محدش خرج ولا احتفل من غيري عشان مزعلش». التقاليد تحكم لم تختلف طريقة الاحتفال بالعيد كثيرًا بين «نور» و«جنى»، فكلاهما وعلى الرغم من عدم وجود أي صلة معرفة بينهم، إلا أنهم تشاركوا في قضاء اليوم أمام «الحصص الاونلاين»، الأختلاف الوحيد أن أسرتها لم تشاركها الاحتفال، فتقول نور:«أهلي ملهمش ذنب يعيدوا في البيت معايا، وتقاليد البلد فرضت عليهم أنهم يسافروا». وتأكد «نور» أن البقاء في المنزل كانت رغبتها هي، فلم تكن تستطيع ترك دراستها وتلهو، «مش هعرف اتبسط وأنا ورايا مذاكرة، نفسي ابقى دكتورة ولازم اضحي»، كل ما تتمناه «نور» هو أن تنتهي من «كابوس» الثانوية العامة لتعود لحياتها الطبيعية. نسيت كنا بنحتفل إزاي مع الضغط الذي يفرضه المجتمع على طلاب الثانوية العامة، لم يعد «مازن» يتذكر الطريقة التي كان يحتفل بها في قضاء العيد، بل أنه لم يعد يستيع التوقف عن الدراسة لساعات طويلة، فيقول: «اخر مرة الدكتور قالي لو مفصلتش دماغك مش هتعرف تحل كويس في الأمتحانات». ومع الالحاح الذي تعرض له من قبل أسرته لترك الدراسة والذهاب معهم لقضاء الوقت في أحدى الأماكن العامة، قرر «مازن» أن يُكمل الدراسة في النادي بينما تتنزة أسرته، «ابويا بيدفع كل شهر آلاف على الدروس بتاعتي.. هيبقى معنديش دم لو ضيعت وقتي من غير ما اجيب مجموع حلو وافرحهم بيه».
