أعلن مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 31 أسيرًا من قطاع غزة ضمن قائمة عمداء الأسرى، الذين أمضوا ما يزيد على 20 عامًا بشكل متواصل في سجون الاحتلال ووصل عددهم مؤخرًا إلى 388 أسيرًا. وأوضح المركز أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه 193 أسيرًا من قطاع غزة غالبيتهم محكومون بأحكام مختلفة، يقضى 26 اسيرًا منهم احكاماً بالسجن المؤبد مدى الحياة لمرة واحدة أو لعدة مرات، بينما 31 اسيراً منهم على قائمة عمداء الأسرى الذين تجاوزت فترة اعتقالهم المتواصلة 20 عاماً، وفقا لموقع «أمد». وأشار المركز إلى أن أقدم أسرى قطاع غزة هو الأسير «ضياء زكريا الفالوجي» وهو أحد الأسرى القدامى ومعتقل منذ أكتوبر 1992 وأمضى ما يزيد على 30 عاماً في سجون الاحتلال وكان من المفترض إطلاق سراحه ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات التي تمت أواخر عام 2013 وتحرر بموجبها 78 اسيراً من القدامى بينما رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة. من جانبه قال رياض الأشقر مدير المركز إن أعلى أسرى قطاع غزة حكماً هو الأسير «حسن عبدالرحمن سلامة» من مدينة خانيونس حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد المتراكم 48 مرة، وهو معتقل منذ مايو 1996، وهو أحد قيادات الحركة الوطنية الاسيرة ورفض الاحتلال إطلاق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار. ولفت إلى أن اثنين من عمداء أسرى من قطاع غزة كانا استشهدا في سجون الاحتلال نتيجة جريمة الإهمال الطبي بحقهما، وهما الأسير الشهيد «فارس أحمد بارود» (56 عاماً)، كان اعتقل عام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وأصيب بفيروس في الكبد، لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة، واستشهد في فبراير 2019 بعد أن أمضى 28 عاماً خلف القضبان، ولا يزال جثمانه محتجزاً، والأسير الشهيد «سعدى خليل الغرابلي» (75عاماً) من قطاع غزة، اعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في مستشفى كابلان بالداخل المحتل في يونيو 2020، نتيجة الإهمال الطبي، بعد أن أمضى 26 عاماً في الأسر . ولفت إلى أن أسري قطاع غزة يعانون من الحرمان من زيارة ذويهم حيث انقطعت الزيارات بشكل متواصل لأكثر من 6 سنوات وبعد إضراب عام 2012 الذي استمر 28 يوماً استطاع الأسرى انتزاع قرار باستئناف زيارات أسرى القطاع، ولكن سلطات الاحتلال عادت بعد 4 أعوام وأوقفت بشكل كامل زيارات ما يقارب نصف أسري القطاع بحجة انهم ينتمون لتنظيمات مقاومة. من ناحيتها، أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، اليوم الإثنين، أن الأسير الشيخ خضر عدنان محمد موسى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، لايزال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم (51) على التوالي رفضًا لاعتقاله التعسفي، بالرغم من التدهور المستمر في وضعه الصحي، وتعنت الاحتلال الصهيوني ورفضه الاستجابة لمطلبه المشروع بإنهاء اعتقاله التعسفي، بعدما دخل الأسير في إضرابه عن الطعام وهو في مرحلة صعبة، وفقا لما نقلت وكالة «سما» الفلسطينية. ووثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شهادة مروعة للأسير الطفل محمد راضي الأطرش 17 عاما من بلدة صور باهر في القدس، والذي تعرض لأقسى أنواع التعذيب أثناء عملية الاعتقال والتحقيق. وفى وقت سابق كان قد هدد رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم حركته منذ 2014، «إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل» مع إسرائيل، وقال في ذكرى تأسيس الحركة، إن حماس تمهل الاحتلال وقتا محدودا لإتمام هذه الصفقة وإلا سيتم غلق ملف أسرى العدو الأربعة من طرف المقاومة إلى أبد الآبدين، مشيرا إلى أن مطالب حماس التي تقدمت بها إلى إسرائيل، الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط (الجندي الإسرائيلي الذي حررته حماس في العام 2011)، والأسيرات والأطفال والمرضى والجثامين المحتجزة، لافتا إلى أن المفاوضات غير المباشرة حول تبادل الأسرى «انقطعت بسبب الانتخابات» الإسرائيلية الأخيرة. وذكر إعلام فلسطيني أن حكومة بنيامين نتنياهو، رغم أنها تُوصف بالتطرف، فإنها قد تجد في صفقة تبادل الأسرى فرصة لتحييد غزة، خاصة مع ما يتردد بأنها هناك تخوفات حول ارتفاع حجم التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة بين الحين والأخر، ولم تلوح في الأفق أي إشارات حول هذا الملف الشائك بالنسبة للفلسطينيين خاصة المرضى وكبار السن والأطفال من الأسرى. وفى المقابل أدانت وزارة الأسرى والمحررين، قيام قوات الاحتلال باعتقال المواطن الفلسطيني أحمد أبوعواد (52 عامًا) من حاجز بيت حانون «إيرز» أثناء عودته إلى قطاع غزة بعد رحلة علاج داخل الأراضي المحتلة جراء إصابته بمرض السرطان. ودعت الوزارة، المنظمات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل للإفراج الفوري، كما حمّلت الاحتلال المسؤولية عن مصيره وعن أي مضاعفات على وضعه الصحي.
