اعتبرت صحيفة «أسوشيتد برس» أن القادة الأفارقة باتوا ك«قطع شطرنج» في لعبة جيووسياسية بين الولاياتالمتحدة والصين، في ظل التنافس المحموم بين واشنطنوبكين، في القارة. جاء ذلك تعقيبًا على جولة، بدأتها نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس في القارة اليوم، من غانا. واعتبر مراسل وكالة «أسوشيتد برس» بالبيت الأبيض، كريس ميجريان، في تقرير له اليوم، أن القادة الأفارقة باتوا كقطع شطرنج جيوسياسية بين الولاياتالمتحدة والصين. وأكد ميرجان، في تقرير تخحليلي، له اليوم، أن هدف زيارة «هاريس» لإفريقيا هو خلق حالة من التوازن في ظل فقدان واشنطن لنفوذها بالقارة لصالح موسكووبكين. تبدأ نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس،اليوم، جولة إفريقية، تزور خلالها ثلاثة بلدان وسط توقعات بزيارة رئاسية قريبة يقوم بها بايدن، وانتقادات للتنافس المحموم بين «واشنطن»و«بكين» في القارة، وذلك عقب سلسلة من الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى للقارة التي زارها، خلال الشهرين الماضيين، قرينة الرئيس الأمريكي، جيل بايدن، وزيرة الخزانة جانيت يلين، وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، وفي وقت تسعى فيه إدارة (بايدن-هاريس) لتعميق الانخراط في أفريقيا وإعادة تأطير العلاقات مع عواصمها، لمواجهة الحضور الصيني والروسي. وعلى الصعيد الإفريقي، واجهت زيارة هاريس انتقادات مماثلة، إذ نقلت صحيفة«ذا سيتزن» الجنوب إفريقية، عن المحلل الاقتصادي التنزاني، في جامعة زنجبار، حاجي سيمبوجا، قوله، إن زيارة هاريس مدفوعة بسعي الولاياتالمتحدة للحفاظ على كتلتها في ميزان التجارة العالمية والحفاظ على هيمنتها الاقتصادية على العالم؛ في ظل التغير في ميزان القوى الجيوسياسي العالمي والخوف من الشبح الصيني الذي بات يهدد واشنطن. وبدأت «هاريس» رحلتها، من غانا-ثاني أكبر منتج للذهب في القارة، ومن المقرر أن تنتقل منها إلى تنزانيا الأربعاء، ثم إلى زامبيا الجمعة. وفق منشور رسمي للبيت الأبيض، يشمل برنامج هاريس،في غانا، لقاء مع الرئيس الغاني، نانا أكوفو-أدو حيث تلقي «خطابًا مهمًا»، وتزور مركزا سابقا للاتجار بالرقيق، بقلعة كيب كوست، جنوبي البلاد، قبل أن تعقد لقاءات مع رواد أعمال في قطاع التكنولوجيا وقادة في مجال التكنولوجيا الرقمية وقيادات نسائية. وتنتقل هاريس، الأربعاء، إلى تنزانيا لتلتقي، رئيسة اليلاد،، سامية صولحو، وتلقي خطابا، قبل أن تضع إكليلا من الزهور في «دار السلام» تزامنًا مع ذكرى تفجير السفارة الأميركية1998. وفقًا للبيت الأبيض، تركز هاريس خلال الزيارة على قضايا التنمية الاقتصادية وتغير المناخ والأمن الغذائي وملفات الشباب، وتخفيف الديون وشؤون الديموقراطية والنمو الاقتصادي والأمن الغذائي وعواقب الغزو الروسي لأوكرانيا. وتأتي الزيارات الأمريكية المتعاقبة لإفريقيا في ظل حالة من التنافس االمحموم بالقارة في التي زارها في الشهرين الماضيين، وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، ونظيريه الروسي، سيرجي لافروف، والأمريكي، أنطوني بلينكن، واعتراف مديرة صندوق النقد الدولى بأن ثمة «حربًا باردة» تدور رحاها اقتصاديًا بينهما. وكان بايدن تعهد خلال قمة رئاسية عقدت في ديسمبر الماضي مع قادة إفريقيا بتقديم حزمة مساعدات للقارة بقيمة 55 مليار دولار وفقدت الولاياتالمتحدة نفوذها في إفريقيا لصالح منافسيها الرئيسين، روسيا والصين، فيما بدا وكأنها حرب باردة لذلك تكثف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حملة تهدف إلى تعزيز النفوذ الأميركي في القارة، حسبما ذكرت اكايلا جاردنر- مراسلة وكالة بلومبرغ للأنباء لدى البيت الأبيض. اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولى، كريستيانا جورجيفا، خلال تصريحات صحفية بمنتدى الاقتصاد العالمى «دافوس»، يناير الماضي، أن العالم يواجه شبح حرب باردة جديدة تدور رحاها اقتصاديًا بين «واشنطن»و«بكين». تدرك حكومة جو بايدن «الأهمية الاستراتيجية» للدول الإفريقية في ما يتعلق بالقضايا العالمية مثل تغير المناخ ومرونة سلاسل التوريد وكذلك بصفتها «جهات فاعلة» داخل الأممالمتحدة، يشكل الشباب أحد أبرز مواضيع زيارة هاريس في حين أن متوسط السن يبلغ فقط 19 عاما في هذه القارة التي تشهد نموا سكانيا سريعا والتي يقدر أن يكون شخص من كل أربعة من سكان الارض مقيما فيها بحلول 2050.
