«غير مرحب بك في مصر»، و« تاريخ مصر خط أحمر»، كانت عناوين لهاشتاج تصدر جميع وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعها، على مدار شهر كامل منذ اللحظة الأولى لإعلان حفل استاند آب كوميدي" للمثل كيفن هارت Kevin hart باستاد القاهرة الدولي. ومباشرة انتشر هاشتاج "الغاء حفل #كيفن_هارت في مصر" ليلقى رواجاً كبيراً بحالة رفض اتسعت كصخرة أُلقيت للتو بمياه راكدة فأحدثت ضجة ضخمة أتسعت رقعتها حتى نجحت في إلغاء حفل "كيفن هارت Kevin hart" الذي عُرف كواحد من أبرز الداعمين لحركة الأفروسنتريك«المركزية الإفريقية».. لكن ما القصة ومتى بدأت، ولماذا أعترض الشباب لدرجة إطلاق هذا السيل من الإعتراضات، جميعها تفاصيل نُجيب عليها في التقرير الآتي «بالمصري اليوم». إلغاء حفل كيفن هارت Kevin hart في مصر أعلنت الشركة المنظمة لحفل "ستاند أب كوميدي" للممثل الأمريكي «كيفن هارت Kevin hart» في بيان رسمي بإلغاء الحفل لأسباب لوچيستية محلية. قبل بضع ساعات من إقامته في إستاد القاهرة، وهو الحفل المُعلن عنه بعنوان «Reality Check ». يُذكر أن فبراير من العام الماضي انتشر حدث مُشابه بعنوان «العودة إلى الأصول»، في أسوان، نظمته حركة تُسمى «الأفروسنتريك»، (المركزية الإفريقية)، وهي حركة تتبنى فكر يزعم أن الحضارة المصرية في الأصل كانت ذات أصل «إفريقي زنجي»، وفقاً لكتاب " الأصول الزنجية للحضارة المصرية" لواحد من أشهر الداعمين للحركة «أنتاديوب». فلقى المؤتمر حينها الإعتراض ذاته، من ثم تم إلغاؤه هو الأخر بنفس الطريقة وقبل ساعات من إقامته. بعد الإعتراض والرفض كيف فاز الوعي وبين الهاشتاج والمؤتمركان الرفض لأفكار تبناها الممثل العالمي كيفن هارت، تشكك في الأصول المصرية وهو ما رفضه الشباب المصري رفض قطعي بأكثر من طريقة عبروا خلالها عن هويتهم المصرية واعتزازهم بإنتمائهم لإصول لا تقبل التشكيك، وكانت صفحة «وعي مصر» واحدة من أوائل الصفحات على وسائل التواصل التي تبنت القضية وبدأت في توضيحها في سلسلة تعبر باستفاضة عن خطورة الأمر، وفي حديث «المصري اليوم» لأحد مؤسسي الصفحة «زياد زين» قال : أن خطوة إلغاء الحفلة شعور يصعب وصفه، هو شعور بالفخر والتفاؤل بالقوة، لأن صاحب الحق دائماً صوته أعلى من صاحب الإدعاء الباطل، شعرنا أن جهودنا كُللت بالنجا، وواجب علينا شُكر المسؤولين على خطوة منع هذا الفيرس الخبيث من الانتشار، في الواقع تلقينا دفعة تشجيع كبيرة لبذل المزيد من الجهد للتوعية والتصدي للفكرالمُشكك بالهوية المصرية. وأضاف: أن إلغاء مؤتمر أسوان، العام الماضي وحفل كيفن هذا العام، مع حفل عشاء منذ عدة أيام حمل اسم «بلاك ايجبت»، دليل على أن شريحة كبيرة بدأت تنتبه لخطر انتشار مثل هذه الأفكار. «مصر أمة أصيلة مش منسوبة لحد» قال «زين» في تصريحاته «للمصري اليوم»: أن الموضوع لا يقبل الألوان الرمادية، لأن العبث في أصولك أمر لا يحتمل النقاش، مصر أمة أصيلة مش منسوبة لحد» وتابع:" أن حركة الأفروسنتريك اعتمدت على أدوات عديدة للانتشار منذ بدايتهم قبل الألفينات، كان أشهرها كليب لمايكل جاكسون لمح للفكرة مع أفلام وكتب وأحاديث دائمة بالجامعات العالمية وكثيراً من أدوات الانتشار بمختلف انواعها، وكان لابد لحاربة الفكر بالفكر ، فظهروا في شكل فكر هش وأسس غير منطقية، ومحطة التحول كانت الشباب المثقف والمتخصص في علم المصريات والهوية الذي فند كل تفاصيل الإدعاءات ووضحها بطريقة مُبسطة للعامة". ما حقيقة الأصول الإفريقية للحضارة المصرية تحدثنا للباحث في تاريخ مصر القديمة ومتخصص بعلم المصريات دكتور وسيم السيسي، وفي تصريحات خاصة «للمصري اليوم» قال:" أنهم يدعون أننا أحفاد الغزاة العرب ، ولكن الرد هنا يجب أن يكون رد علمي، فوفقاً لبحوث Margaret Kendall مارجريت كندل، عالمة الجينات الأمريكية، في دراسة عن جينهات المصريون، حصلت خلالها على عينات من جميع أنحاء مصر تبين نتيجتين: 1. 97.5% من جينات جميع المصريين مسلمين ومسيحين بجميع أنحاء الدولة واحدة. 2. 87.6% من جينات المصريين يحملون نفس جينات توت عنخ أمون «نحن أحفاد توت عنخ آمون» تابع "السيسي": "أن الأبحاث لم تقف هنا وتابعها باحثون مصريون أبرزهم كان اللواء الطبيب د.طارق طه، رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة بالقوات المسلحة، اللذي أعاد بحوث "مارجريت كندل"، على أعداد أكبر من المصريين، وحصل منها على النسبة ذاتها أن 97.5 ٪ من جينات المصريين واحدة، وجميعها تعود لملوك مصر القديمة، إذاً الدم المصري كله نقي، بلا استثناءات وجميعهم منسوبين للجد توت عنخ آمون". وفي أحد الحوارات التلفزيونية للدكتور زاهي حواس وزير الأثار المصري الأسبق، عن الملامح الإفريقية لبعض الرسومات على جدران المعابد قال: " رسومات المعابد كانت توثق جميع التفاصيل بما فيها الأسرى والعبيد، فالحضارة المصرية القديمة بعيدة تماماً عن الأصل الزنجي أو الأصل الأفريقي، وأبرز دليل أن المصريين القدماء صوروا أنفسهم بشكل يختلف تماماً عن تصويرهم للأفارقة الزنوج على جدران المعابد، فوثقوا شكل أعدائهم و الشعوب الذين يتاجرون معهم. وبين أبرز هذه التصويرات كان المنظر المصور على الجانب الأيمن من معبد أبو سمبل في النوبة بالشلال الثاني ". وتابع" الملامح الزنجية غير موجودة في الشعب المصري إطلاقاً، نحن شعب مميز لنا شكل خاص". وفي مكالمة تلفزيونية لأستاذ التشريح المقارن والبيولوجيا الجزيئية بكلية العلوم جامعة السويس د.هاني سيد حافظ، قال: " أن الون الحقيقي الأصلي للمصريين القدماء هو لون بشرة المصريين الحاليين، وحتى شكل الأطراف والجمجمة،و شكل الجسد هو ذاته، فالهيئة المصرية ثابتة منذ ألاف السنين، وحتى الخريطة الجينية للمصريين تنتسب لأجدادهم القدماء فهم متشابهين مع كل الممياوات القديمة في الشكل الهيكلي، بينما الأفارقة يحملون الكثير من التغيرات في شكل الجمجمة الأمامي والخلفي وحتى شكل العمود الفقري. كذلك تناولت دراسة أجريناها على أبناء محافظة الفيوم وهي من أقدم المحافظات التي سكنها المصريون القدماء وأنقاهم لبعدها عن النيل، فتشابهت هي الأخرى مع الجينات الخاصة بالممياوات. أما العالم «ستيفين كون»، عالم الأنثروپولوچيا الطبيعية، أورد في كتابه "أعراق أوروبا": أن "لا بد أن تظل مصر القديمة أبرز مثال معروف فى التاريخ وحتى الآن لمنطقة معزولة طبيعيا أتيح فيها لأنواع الجنسية المحلية الأصيلة أن تمضي في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتاثر إطلاقًا باتصالات أجنبية". كذلك قال العالم والباحث الآثرى الشهير «برودريك»في كتابه "شجرة التاريخ البشري Human history tree ": "من الواضح طوال الستة آلاف سنة الأخيرة أو يزيد أنه لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ في مظهر عموم المصريين".