تشهد الحرب الروسية الأوكرانية، التي تقترب من عامها الأول، تطورات على الصعيدين الميداني والديبلوماسي؛ فبينما تسعى روسيا للمضي شرقا؛ لمحاصرة القوات الأوكرانية في دونباس، حيث تواجه مقاومة شرسة؛ تسير الجهود الديبلوماسية على قدم وساق لبحث تسويات سلمية لإنهاء الحرب، أو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. روسا تتقدم شرقًا.. والحرب قد تمتد ل3 سنوات ميدانيًا؛ شهدت عدة بلدات واقعة شرقي مدينة باخموت، ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لكييف، قتالًا ضروسًا، وصرحت جماعة «فانجنر» العسكرية الروسية أنها أحكمت السيطرة على بلدة حيوية في باخموت. وأكد مؤسس مجموعة «فانجنر»، يفجيني بريجوجين، اليوم الأحد، السيطرة على بلدة كراسنايا جورا «الجبل الأحمر» الواقعة قرب مدينة «أرتيموفسك» شمالي مدينة باخموت في منطقة دونيتسك الأوكرانية، وذلك ردًا على تصريحات للقائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني، أمس، قال فيها إن المدينة ما زالت تحت سيطرة قواته. ونشر بريجوجينن مقطعًا مصورًا يُظهر مقاتلي فانجر عند مدخل كراسنا هورا، متنبئا باحتمالية استمرا القتال لثلاث سنوات أخرى. معارك دونباس.. مقتل 480 جنديا أوكرانيا وتدمير أسلحة في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها اليومي، مقتل 480 جنديا أوكرانيا على أربعة محاور بدونباس خلال يوم، مؤكدة أنها استهدفت بقصف جوي تجميعًا للمدرعات في مصنع بخاركوف، لافتة إلى مقتل 80 جنديا أوكرانيا على محور كوبيانسك و100 آخرين على محور كراسني ليمان، إضافة لأكثر من 250 جنديا بمحور دونيتسك، وتدمير مدفع M777 أمريكي الصنع، ومدفع هاوتزر ذاتي الدفع M109 Paladin أمريكي الصنع، وهاوتزر ذاتي الدفع «أكاتسيا»، ومدفع ««جياسينت»، ومدفعين مضادين للدبابات من طراز «رابيرا»، بجانب استهداف 78 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار الأوكرانية في خيرسون. حلفاء كييف يبحثون إمداد زيلينسكي بطائرات ودبابات ودفاع جوي في المقابل، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون أوكرانيون، حلفاء كييف على إرسال طائرات مقاتلة بعد تلقيهم وعدا بالحصول على عشرات الدبابات القتالية الحديثة بما في ذلك دبابات «إم1 أبرامز» الأميركية و«ليوبارد 2» الألمانية و«تشالنجر 2» البريطانية، إضافة إلى أسلحة بعيدة المدى، ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد كييف بطائرات مقاتلة، لكن قادة غربيين أبدوا تحفظات على الأمر. يأتي ذلك بعدما أعلنت الإدارة الإقليمية الأوكرانية في دنيبرو (وسط) إن مسيّرات روسية هاجمت 3 منشآت للطاقة في منطقتي كريفي ريه ونيكوبول، ما أدى إلى اندلاع حرائق، لافتة إلى أن منشأة في منطقة كريفي ريه هوجمت مرتين في يوم واحد. سياسيًا، بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أولويات مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا، خلال جلستها المقررة الأسبوع المقبل في بروكسل. وقال المتحدث باسم «البنتاجون» بات رايدر في بيان له إن أوستن أجرى محادثة هاتفية مع ريزنيكوف السبت حول تقديم أسلحة الدفاع الجوي والمدفعية. مساعٍ لوقف إطلاق النار.. والكرملين «لا يعلم» على الصعيد الديبلوماسي، أفاد وزير الخارجية المجري، بيتر سييارتو، بأن بلاده تسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وبدء مفاوضات بين موسكو وكييف، لتحقيق السلام. في غضون ذلك تعيد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التصويت على مشروع قرار يدين الحرب الروسية في أوكرانيا، في 23 فبراير الجاري، تزامنًا مع حلول الذكرى الأولى للحرب. ويحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، ومسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، والعديد من وزراء خارجية الدول الأوروبية، على أن يتم طرح مقترحات لتسويات سلمية للحرب. في سياق متزامن، يجتمع مجلس الأمن الدولي، في 24 فبراير، على المستوى الوزاري، لبحث الأزمة، بحضور بلينكن، وبوريل، وكوليبا، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وغيرهم، إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، طرح خلال قمة مجموعة العشرين «صيغة سلام» تتضمن 10 بنود. لكن المتحدث باسم «الكرملين» الروسي، دميتري بيسكوف، قال إن موسكو ليس لديها أية معلومات حول التحضيرات الأوكرانية لعملية السلام، معتبرا أن تصريحات زيلينسكي «لم تأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة على الأرض».
