ذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس، أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، أحضر ابنته الصغيرة إلى عرض عسكري ضخم يعرض أحدث معدات ترسانته النووية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المصممة للوصول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأظهرت صور رسمية للعرض العسكري الذي أقيم مساء أمس في العاصمة بيونج يانج، كيم، مرتديا معطفا أسود وقبعة، يحضر الحدث مع زوجته وابنته، في آخر ظهور علني للفتاة الصغيرة. وفي الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، صعد كيم إلى المنصة لمشاهدة العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية ال 75 لتأسيس الجيش الشعبي الكوري، مع كبار المسؤولين العسكريين. ويأتي العرض العسكري بعد أسابيع من الاستعدادات بمشاركة أعداد ضخمة من القوات والمدنيين تم حشدهم لتمجيد حكم كيم ودفعه الحثيث لترسيخ مكانة كوريا الشمالية كقوة نووية. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في كوريا الشمالية إن العرض تضمن مجموعة متنوعة من الأسلحة ذات القدرة النووية، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية التي تستهدف كوريا الجنوبية، والصواريخ البالستية العابرة للقارات، والتي وصفتها الوكالة بأنها أسلحة حاسمة تدعم «المواجهة الشاملة» لكوريا الشمالية ضد أعدائها. ووفقا لصور الأقمار الصناعية من شركة تكنولوجيا الفضاء «ماكسار تكنولوجيز»- التي يقع مقرها الرئيسي في الولاياتالمتحدة- يبدو أن كوريا الشمالية قد عرضت مجموعة من الصواريخ الباليستية الجديدة بما في ذلك صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «هواسونج-17» على منصة إطلاق متنقلة. وفي الفترة التي سبقت إقامة العرض العسكري، نشرت وسائل الإعلام تحليلات لصور الأقمار الصناعية التجارية التي تشير إلى أن كوريا الشمالية حشدت القوات والمركبات والقطع الأخرى من المعدات العسكرية في تمرينات على أداء العرض. في المقابل، قال المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، لي سونج جون، خلال إحاطة إعلامية إن الجيشين الكوري الجنوبي والأمريكي يحللان عن كثب الصور الكورية الشمالية والتقارير لتقييم الأسلحة. وذكر الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أقامت فعالية سبقت العرض العسكري، في ساحة كيم إيل-سونج في بيونج يانج، أمس الأول، ثم أقامت العرض العسكري. توقع بعض الخبراء أن تستخدم كوريا الشمالية العرض العسكري لعرض صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب، والذي من المحتمل أن يكون إضافة مهمة لترسانة البلاد بعيدة المدى التي تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة. في ديسمبر الماضي، أشرف الزعيم الكوري على اختبار «محرك وقود صلب عالي الدفع» لسلاح استراتيجي جديد قال إنه سيتم تطويره في «أقصر فترة زمنية»، والتي قال الخبراء إنها تشير على الأرجح إلى صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب. سلطت الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب الضوء على قائمة رغبات واسعة أعلن عنها كيم بموجب خطة تطوير أسلحة مدتها خمس سنوات في عام 2021، والتي تضمنت أيضًا أسلحة نووية تكتيكية وصواريخ تفوق سرعة الصوت وغواصات تعمل بالطاقة النووية وأقمار تجسس. كان العرض هو خامس ظهور علني معروف لابنة كيم، كيم جو آي، الذي يعتقد أنها تبلغ من العمر حوالي 10 سنوات، حيث أحضر كيم ابنته يوم الثلاثاء لزيارة القوات للاحتفال بالذكرى السنوية حيث أشاد «بالقوة التي لا تقاوم» لجيشه المسلح نوويا. ويقول المحللون إن قرار كيم إحضار ابنته إلى المناسبات العامة المرتبطة بجيشه هو إرسال بيان إلى العالم بأنه لا ينوي تسليم أسلحته النووية طواعية، وهو ما يراه على ما يبدو أقوى ضمانة لبقائه وتمديد فترة حكم عائلته.
