بطولة جديدة يسطرها أحد أطباء المستشفى الخيري في منطقة المطرية بالواقعة، والذي شهد حريقا كبيرا في الثالثة عصرا، حدث فيه وفيات واصابات كثيرة، وكذلك تضحيات كانت فيها الإنسانية تسمو على العمل. «اقسم بالله مش هخرج».. بهذه الكلمات بدأ شاهد عيان، حديثه للمصري اليوم، ليكشف تفاصيل قيام طبيب نساء وتوليد بعدم ترك ربة منزل أثناء إجراء الولادة، بسبب نشوب الحريق في نفس التوقيت، خوفا على صحتها وصحة جنينها. ليضيف شاهد العيان، أنه فور بدء الطبيب في إجراءات ولادة هذه السيدة، نشب حريق هائل في المستشفى، اضطر خلاله العاملين ترك أماكنهم للنجاة بحياتهم خشية تعرضهم الاختناق أو الحرق بسبب امتداد النيران. وروى شاهد العيان، كواليس المشهد المؤثرة، بسماعه صوت الطبيب وهو يقسم على عدم خروجه من غرفة التوليد إلا بعد أن تضع تلك السيدة مولودها، ويطمئن على حالتها الصحية، رغم انتشار الدخان في المكان. الأصوات تتعالى والصراخ يزيد، وهتافات الاستغاثات مقبلة من كل مكان، ليظل الطبيب في مكانه مواصلا أداء مهمته على أكمل وجه رغم انتشار الدخان وكثافته في كل أرجاء المستشفى، مع ازدياد أصوات الاستغاثات بوجود ضحايا. واردف شاهد العيان، أن الطبيب بالفعل نجح في إجراء العملية في وقت قياسي لإنقاذ السيدة وجنينها، لنبدأ بعدها في رحلة الخروج من الغرفة، والتي كانت اشبه بأفلام السينما، ومشاهد تدافع المواطنين في هذا المستشفى المزدحم. وفي وقت سابق صرحت النيابة العامة بالقاهرة بدفن 3 أشخاص لقوا مصرعهم أثر حريق بأحدي المستشفيات التابعة لجمعية أهلية بالمطرية وجاء القرار عقب مناظرة الجثامين وتكليف مفتش الصحة بإعداد تقرير بأسباب الوفاة، فيما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص وبيان سبب الحريق وإعداد تقرير فنى بملابسات الحادث. وأعلنت وزارة الصحة والسكان، مصرع 3 أشخاص وإصابة 32 أخرين كحصيلة أولية جراء الحريق الذي نشب بقسم الأشعة داخل أحد المستشفيات التابعة لجمعية أهلية بالمطرية بمحافظة القاهرة. وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى الدفع ب 12سيارة إسعاف، لموقع الحريق. ولفت إلى تقديم الخدمات الإسعافية ل 4 مصابين بموقع الحريق دون الحاجة لنقلهم للمستشفيات، فيما تم نقل 14 مصابًا إلى مستشفي الزيتون التخصصي، و11 مصابًا لمستشفى المطرية، ومصابين اثنين إلى مستشفى عين شمس، ومصاب إلى مستشفى سيد جلال الجامعي. وأكد «عبدالغفار» أن الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، يتابع مستجدات الحريق، والتأكد من تقديم كافة الخدمات الطبية المقدمة للمصابين، مؤكدا على توافر جميع الأدوية، وأكياس الدم بمختلف الفصائل في جميع مستشفيات. وأشار «عبدالغفار» إلى أن الإصابات تراوحت بين حروق وكسور، واختناقات وجميع المصابين يتلقون الخدمة الطبية اللازمة، موضحا أنه أعداد الإصابات المعلنة جاءت نتيجة الحصر المبدئي وجاري المتابعة.