انتهت الهدنة التي أعلنتها روسيا خلال حربها على أوكرانيا بسبب أعياد الميلاد، أمس رسميًا، حيث كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أصدر تعليمات بتنفيذ وقف لإطلاق النار على طول خط التماس بأكمله في منطقة العملية العسكرية الخاصة، بدءًا من يوم 6 إلى 8 يناير الجارى، والتى باءت بالفشل بعد سماع دوى قصف مدفعى وتبادل الاتهامات بين الطرفين، وسط توقعات بزيادة حسابات الحرب تعقيدًا. وواصلت القوات الروسية ضرباتها بصواريخ «جراد» على نقاط عسكرية في مدينة أفديفكا المتاخمة لدونيتسك، بحسب مع أعلنته مصادر محلية في المدينة. في حين أعلن الجيش الأوكرانى أن قواته الجوية والصاروخية استهدفت 26 موقعًا روسيًا. لكن النائب الأول لرئيس إدارة الرئيس الروسى، سيرجى كيرينكو، أعلن، أمس، أن مهام العملية الخاصة التي حددها بوتين قيد الإنجاز، قائلًا: «بالتأكيد سيكون هناك نصر». بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية تعزز دفاعاتها في منطقتى زابوريجيا ولوهانسك أوبلاست بأوكرانيا تحسبًا لهجوم كبير من قوات كييف، مرجحة أن يشكل تحقيق القوات الأوكرانية تقدمًا كبيرًا في زابوريجيا «تحديًا» «للجسر البرى» الروسى الذي يربط منطقة روستوف الروسية وشبه جزيرة القرم. وأعلن الجيش الأوكرانى ارتفاع قتلى الجنود الروس إلى 111 ألفًا و170 جنديًا، منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضى، من بينهم 430 جنديًا قُتلوا أمس فقط. في المقابل، قال سفير أوكرانيا في لندن، فاديم بريستايكو، إن أوكرانيا تتحمل خسائر بشرية فادحة جدًا، و«تفقد الناس ذات اليمين وذات اليسار». وميدانيًا، ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، حسبما أوردت وكالة أنباء (يوكرينفورم)، أنه خلال فترة الحرب خسرت روسيا أيضًا 3069 دبابة و6130 من المركبات المدرعة و2065 من النظم المدفعية و431 من أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة و217 من أنظمة الدفاع الجوى و285 طائرة و272 مروحية و16 سفينة حربية، فضلًا عن 1849 طائرة بدون طيار و4 آلاف و801 من المركبات وخزانات وقود. في حين قال النائب الأول لرئيس إدارة الرئيس الروسى، سيرجى كيرينكو، للصحفيين: «المهام التي حددها الرئيس في العملية العسكرية الخاصة ستكون منجزة في كافة الأحوال. وسيكون النصر أكيدًا والحياة اللائقة طبيعية». كما تحدث عما اعتبره «استفزازات» من جانب أوكرانيا خلال وقف إعلان إطلاق النار الذي بادرت إليه روسيا، قائلًا: «للأسف كانت هناك محاولات لوصول طائرات مسيّرة ليلًا عندما كان هناك قداس عيد الميلاد في سيفاستوبول، وفى منطقة خيرسون، وفى زابوريجيه، هذا هو الاختيار الداخلى لكل شخص». من جهتها، كان رد فعل السلطات الأوكرانية «سلبيًا» على فكرة وقف إطلاق النار بالتزامن مع عيد الميلاد واعتبرته «مناورة». وحول خسائر أوكرانيا في الحرب، قال سفير أوكرانيا في لندن، فاديم بريستايكو، في حديث لمجلة «نيوزويك»، إن أوكرانيا تتحمل خسائر بشرية فادحة جدًا، و«تفقد الناس ذات اليمين وذات اليسار». وأضاف السفير: «نحن لا نعلن كم عدد القتلى، ومن منهم عسكرى أو مدنى، لكن يمكنك أن تتخيل أن هذه الأعداد ضخمة ومن الصعب فعلًا استيعابها»، مؤكدًا أن بعض المدن الأوكرانية تعرضت للدمار بالكامل. وتابع: «فى العالم لا توجد دول كثيرة تسمح لنفسها بالتضحية بالعديد من الأرواح والأراضى وعقود من التنمية من أجل هزيمة عدو لدود مشترك». بينما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، ووزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس، في مقال مشترك لصحيفة «واشنطن بوست»: «اقتصاد أوكرانيا في حالة خراب، وفرَّ الملايين من سكانها، والبنية التحتية منهارة، ومعظم ثروتها المعدنية وإمكاناتها الصناعية وأراضيها الزراعية الكبيرة تحت السيطرة الروسية»، حيث أضافا في المقال أن «الوقت ليس لصالح أوكرانيا». على صعيد آخر، حذر خبراء من تفاقم أزمة الإرهاب الدولى، محذرين من أن طول أمد حرب أوكرانيا سيؤدى إلى انتعاشة كبيرة متوقعة للجماعات الإرهابية بآسيا وإفريقيا خلال العام الجديد، مع انشغال القوى الكبرى في الحرب، وانحراف شحنات أسلحة مميزة عن مسارها في جبهة القتال إلى مخازن الإرهابيين، وفقًا لتقرير نشره موقع «سكاى نيوز»، أمس، والذى أكد أن الحرب جعلت أوروبا وواشنطن تهملان ملف الإرهاب الذي عاود الانتشار بقوة في عام 2022، ويواصل تهديداته مع مطلع 2023، مع الانتشار المكثف لتنظيماته في غرب إفريقيا، وضربات داعش في العراق وأفغانستان في الأيام الأخيرة. وحول الإجراءات العقابية المتبادلة، أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن الرئيس فلوديمير زيلينسكى جمَّد جنسية 13 كاهنًا من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة للبطريركية الأرثوذكسية الروسية، حيث وقّع على المرسوم رقم 898/2022 الخاص بذلك في يوم 28 ديسمبر. وهو ما علقت عليه متحدثة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: «ها هو عيد الميلاد الأرثوذكسى، إنها الشيطانية تتجلى على صورتها»، ويُشار إلى أنه في الآونة الأخيرة كثفت السلطات الأوكرانية إجراءاتها ضد الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية.
