كل يوم تكتسب صناعة الرسوم المتحركة حول العالم تطورًا تقنيًا يجعل منتجها أكثر احترافية وقربًا من الحقيقة، وبالرغم من ذلك، تتمسك رغدة هشام، 28 عامًا، فنانة ستوب موشن، بالشكل الأكثر تقليدية لتنفيذ تلك الصناعة. تفضل رغدة وضع تصميم الشخصيات على الورق، وتنحتها بأصابعها من الصفر، وتسبغ عليها من لمساتها ملامح وقسمات وجه وتجاعيد، تحيك ملابس العرائس بنفسها، بدلًا من أن تترك تلك المهمة لبرمجية توظف ذكاءً اصطناعيًا. الأمر بالتأكيد لا ينتهى لدى مرحلة التصميم، فسلسلة من العمليات التى تنطوى على تركيبات كيميائية خاصة لصناعة قوالب العرائس، وصبها مرة أخرى، وصناعة نسخ أخرى استعدادًا لمرحلة التصوير. يتطلب الأمر وقتا، لا تنكر رغدة الأمر، وقد تسعفها التقنية فى إنجاز خطوات تستغرق أياما، فى وقت أقل بكثير، لكنها تفضل الطريقة الصعبة والأطول، لأن لها سحرها الخاص، كما أن الألفة والعشرة التى تتولد بينها وبين عرائسها بمرور الوقت جديرة بالانتظار، والتغلب على ما قد يصيبها أحيانا من الضجر. لا تقاطع رغدة التكنولوجيا بالكلية، فهى لا تحمل موقفًا معاديًا لها، بيد أنها توظفها ضمن عملية يديرها العقل الإبداعى البشرى لا الاصطناعى؛ فذلك ما يميز عرائسها ويهبها شخصيتها المميزة قسم مميز آخر يتصل بتلك المهنة، هى أنها لا تنفذ ما تهدف إليه بمعزل عن البيئة؛ فمنذ بدأت العمل على مشروعها الأخير: مسلسل كابتن أوطة، سوبر هيرو مصرى شعبى، تواصلت مع عدد من الفنانين والحرفيين الذين ساعدوها على تنفيذ بعض عناصر اللوكيشن، كسروجى السيارات الذى ساعدها على إنتاج نموذج سيارة يتسع له موقع تصويرها.