انطلق عدد من المهرجانات المسرحية، من بينها المهرجان القومى للمسرح، في دورته ال 15، برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، والذى شهد تكريم عدد من المؤثرين في الحركة المسرحية، من بينهم 5 مخرجين، مثل عبدالرحيم الزرقانى، مراد منير، أحمد إسماعيل، ناصر عبدالمنعم، بالإضافة إلى 5 نجوم على رأسهم الفنانة أمينة رزق، محمد صبحى، صبرى عبدالمنعم، عايدة فهمى. جانب من العرض المسرحى وكذلك مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، في دورته ال 29، والذى شهد تكريم عدد من القامات المسرحية سواء من مصر أو الذين أثروا الساحة المسرحية العالمية، من بينهم الكاتب فهد ردة الحارثى، وهو مخرج مسرحى سعودى، والفنان الأنور الشعافى مخرج وسينوغراف، ومؤسس المهرجان الوطنى بتونس، ومن مصر الفنان الراحل كمال عيد، أستاذ التمثيل والإخراج، وكذلك الفنان انتصار عبدالفتاح، ومن كندا تكريم الفنان والمخرج الكبير دومينيك شامبين. جانب من العرض المسرحى أما مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، فقد شهد تكريم عدد من المبدعين، المصريين أو العالميين، حيث اختارت إدارة المهرجان في دورة 2022 تكريم المخرج العالمى ريتشارد شيكنر، ضمن الشخصية الدولية، وكذلك كل من النجوم سوسن بدر، رياض الخولى، حسن العدل، ميدو عادل. مهرجان أيام القاهرة الدولى للمونودراما، برئاسة المخرج د. أسامة رؤوف، في دورته الخامسة والمهداة للراحل خالد صالح. سوسن بدر من ناحية أخرى استضافت مدينة وهران بالجزائر العرض المسرحى «ليلتكم سعيدة» من إنتاج فرقة المسرح القومى، لمديره الفنان إيهاب فهمى، وذلك ضمن فعاليات دورة البحر الأبيض المتوسط، وهى احتفالية فنية ثقافية رياضية، وتعد هذه المشاركة العربية الثانية للعرض، حيث كانت المشاركة الأولى ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية بتونس. جانب من العرض المسرحى «ليلتكم سعيدة» من بطولة ياسر الطوبجى، مريم السكرى، بسنت صيام، مروة عيد، نديم هشام، ألحان المهدى، ملابس هالة الزهرى، ديكور عمرو عبدالله، كتابة وإخراج خالد جلال. ختام فعاليات مهرجان شرم الشيخ المسرحى وشارك عرض «جنة هنا» لفرقة مسرح الغد، ضمن افتتاح مهرجان المدينة بدار الأوبرا التونسية، ضمن فعاليات مهرجان 24 ساعة مسرح بمدينة الكاف، يذكر أن العرض حصد جائزة أفضل ممثلة للفنانة هالة سرور، وترشيده لثلاث جوائز الأفضل للإخراج والنص والسينوغرافيا ضمن المسابقة الرسمية (4 في 4) للمسرح المحترف في جندوبة. محمد عادل «جنة هنا» من بطولة وفاء الحكيم، هالة سرور، بالاشتراك مع الفنان الكبير محمد دياب، أشعار مسعود شومان، موسيقى وألحان أحمد الناصر، تصميم تعبير حركى حسن شحاتة، ديكور وأزياء مى زهدى، تأليف صفاء البيلى، إخراج محمد صابر. مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى أما ضمن فعاليات الدورة ال 23 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، شاركت أسرة العرض المسرحى «هاملت بالمقلوب» بتمثيل مصر في تونس ضمن الفعاليات، وكذلك تم تكريم الفنانة الكبيرة سهير المرشدى. «ضجيج بلا طحن» الوصف الحقيقى لأحوال «أبوالفنون» في 2022 أحد العروض المسرحية اعتبر المخرج والناقد المسرحى الدكتور عمرو دوارة، أن الوصف الحقيقى لأحوال المسرحى العربى اليوم يأتى تحت عنوان «ضجيج بلا طحن». وأضاف في تصريح خاص ل «المصرى اليوم» أن التأثير الإيجابى للمسرح تراجع رغم تعدد الفعاليات بافتقاده التواصل المنشود مع الجمهور، موضحًا أن ظاهرة كثرة المهرجانات المحلية والعربية تعد هي أبرز الظواهر التي شهدها المسرح خلال هذا العام، حيث تزايد عددها بصورة مبالغ فيها جدًا، وللأسف فقد تحولت هذه الظاهرة الإيجابية إلى ظاهرة سلبية خلال السنوات الأخيرة بعدما أصبح ينظم بمصريا شهريا في المتوسط ثلاثة مهرجانات مسرحية، معتبرًا أنه بذلك تداخلت مواعيد تنظيمها كما تم تكرار مشاركة كثير من العروض ببعض المهرجانات، وكذلك تكررت أسماء أغلبية المكرمين، والمشاركين في اللجان المختلفة وخاصة بالمهرجانات الدولية، وذلك لضمان استمرار تبادل الدعوات بالنسبة لرؤساء المهرجانات بالدول المختلفة. عمرو دوارة وتابع أن الحقيقة التي يجب تسجيلها هي أن التمثيل المصرى بالمهرجانات العربية لم يكن مشرفا على الإطلاق، ولم تحظ فرقنا بأى جوائز أو حتى إشادات نقدية!!، كما أن دورة مهرجان «المسرح التجريبى» كانت من أسوأ الدورات إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق، حسب تعبيره. أما عن أهم عرض مسرحى، مصرى أو عربى، كتابة وإخراجا، شهده، أشار إلى أن «استدعاء ولى أمر» من إنتاج مركز الهناجر للفنون، يعد من وجهة نظره أفضل عرض لعام 2022، وهو عرض شبابى اعتبر أنه حظى بإشادات كثير من النقاد والإقبال الجماهيرى، وهو من تأليف محمد السورى، إخراج زياد هانى كمال، وبطولة مجموعة من شباب المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون بالقاهرة وجامعة عين شمس. وأضاف أن العرض تميز بخطابه الدرامى الجاد الذي رصد العلاقة بين الأجيال المختلفة، كما أنه تناول مساوئ وسلبيات التربية بأسلوب القهر، وتميز بالاختيار الجيد لجميع العناصر الفنية المشاركة بمختلف المفردات المسرحية، وكذلك بالتناغم الكبير بين جميع المفردات، وأيضا بالاهتمام الكبير بدقة التفاصيل والتى ساهمت كثيرًا في المحافظة على الإيقاع العام لكل مشهد والإيقاع العام للعرض. أما عن تطور التواصل المسرحى في ضوء معطيات الحركة المسرحية عام 2022 أوضح الدكتور عمرو دوارة قائلًا: «مما لا شك فيه أن التكنولوجيا الحديثة قد أتاحت كثيرا من فرص التواصل بين المسرحيين بمختلف الدول، وأتاحت فرصة عقد بعض اللقاءات والندوات والورش، والمسابقات بالتواصل عن طريق الشبكة العنكبوتية، ولكن يبقى للمسرح وذلك اللقاء الحى المباشر متعة لا يمكن تعويضها أو الاستغناء عنها أبدا. وعن أبرز المعطيات المشرقة التي عرفها المشهد المسرحى، أوضح أنها استمرار تألق وتميز فرق هواة المسرح ونجاحها في حمل راية الإبداع بالمسرح المصرى والعربى، وهى الظاهرة التي استمرت تقريبا منذ بداية الألفية الجديدة والتى تأكدت بحصول عروضهم ونجومهم على الجوائز الأولى بالدورات المتتالية للمهرجان القومى للمسرح المصرى، وأيضا من المظاهر المشرقة هذا العام تعاظم حركة التوثيق المسرحى بين دول المشرق والمغرب العربى، ومن أشهر الجهود في هذا المجال إسهامات كل من المؤرخين، د. على الربيع بالعراق، د. فهد الكغاط بالمملكة المغربية، وكذلك «موسوعة المسرح المصرى المصورة» (1870- 2015) من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب. وعن توصياته على مقال نقدى مسرحى مهم صدر هذا العام أو كتاب أو بحث، قال: سلسلة الإبداع المسرحى العدد 55، لافتا إلى أنه كتاب مهم للكاتب والناقد الكبير عبدالغنى داود، بعنوان «دراسات في المسرح الغربى» (يشتمل على 400 صفحة، و40 فصلاً)، ويعتبرها رحلة شيقة في مجال المسرح الغربى بمختلف تياراته الفكرية والفنية واختلاف مناهجه ومدارسه المسرحية، حيث يتناول الكتاب فجر المسرح وبداياته وميلاد التراجيديا اليونانية (سوفوكليس)، وأيضا مسرح شكسبير وأهم مسرحياته، وكذلك إبداعات كل من تشيكوف، برتولد بريخت، إبسن، دورينمات، استرندبرج، البير كامى، جان بول سارتر، لوركا، أرثر ميلر، ويختتم بدراسة قيمة عن الناقد الكبير مارتن إيسلن. كذلك أشار إلى أن هناك الإصدارات المسرحية المهمة، وهى «زمن السلطنة» للكاتب الكبير محمد أبوالعلا السلامونى، والتى تعد نموذجا مثاليا للمسرحية التسجيلية التوثيقية برؤية فكرية، وتدور أحداثها الدرامية حول العلاقة التي ربطت بين كل من الفنانة المصرية منيرة المهدية، والسياسى والزعيم التركى كمال أتاتورك. مازن الغرباوى: المسرح لا يحتاج سوى التطوير والاهتمام بصناعته ليوازى السينما مازن الغرباوى اعتبر المخرج مازن الغرباوى، أن المسرح في الوقت الراهن بمصر والوطن العربى لا يحتاج سوى التطوير، لافتا إلى أنه ضد فكرة وجود أزمة به لكن مع فكرة التفكير الدائم في التحول والتطوير. وأضاف في تصريح خاص ل «المصرى اليوم»، أنه مع ضرورة أن يكون هناك تطوير واهتمام بصناعة المسرح حتى يصبح موازيا لنظيرته السينما، مؤكدًا أن هذا ما يحلم به خاصة أن مصر دولة كبيرة ولديها بنية تحتية لأماكن الإنتاج والمحددات، وأن هذا التحول في الصناعة هو الأولى بالاهتمام. وتابع أن هناك ضرورة قصوى للمسرح بأن يبحث عن حلول اقتصادية ليتنفس من خلالها ويعود إلى ريادته ورونقه وشكله الخاص مثل السينما. أما عن رأيه في عروض 2022، أضاف أنه لم يكن هناك عروض كثيرة هذا العام من حيث السنة الإنتاجية، وهنا يعنى المصحوبة بقدر عال من التميز بالمعايير الدولية وليست المحلية، مشيرًا إلى أنه كان أيضا هناك عروض كانت جيدة ونالت استحسان البعض ولكن من وجهة نظره أن هناك بعض العروض التي لا تزال قابعة في المحلية. ورأى أن هناك عروضا قدمها عدد من الزملاء مميزة في الموسم المسرحى هذا العام، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بتطوير الصناعة والعمل على المعايير الدولية لأشكال العروض المسرحية التي نراها عربيا ودوليا. أما عن المنافسة بين المسرح الخاص والعام، أوضح «الغرباوى» أن فرق القطاع الخاص لم تكن موجودة مثل الثمانينيات ويتمنى أن تزيد هذ الفرق، مستشهدا بفرقة واحدة لا تزال موجودة بقوة وهى «استوديو الممثل» لمحمد صبحى والتى تسير بشكل دورى دون توقف، لافتًا إلى أن أيضا موسم الرياض قام بعمل حراك جيد في مسرح القطاع الخاص، ويتمنى أن يداوم على ذلك بشكل دورى وأن يعود القطاع الخاص إلى رونقه، مشيدا بعودة بعض النجوم للمسرح في 2022 ويتمنى أن يتزايد. ولفت إلى أن انشغاله بالدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ لم يكن هناك فرصة للاطلاع على المهرجانات الأخرى، ولكن ضمن مشاركته بعرض «هاملت بالمقلوب» بأيام قرطاج المسرحية في دورته ال 23 فكانت جيدة بشكل كبير. واختتم المخرج مازن الغرباوى، بأنه لا يرى أن هناك أزمة في النصوص أو المؤلف المصرى، ولكن هناك عدد من المهرجانات أفرزت كُتابا كثيرين، لافتا إلى أننا ليس لدينا أزمة ولكن ينقصنا مسألة التدقيق والبحث بشكل أكبر.
