نجحت وكالة «ناسا» في إطلاق أقوى صاروخ في العالم، «إس إل إس»، أمس، للمرة الأولى من فلوريدا، في بداية مهمة «أرتيميس» لعودة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى القمر. وتأتي الرحلة التجريبية بعد سنوات من التأخير ورصد ميزانية بمليارات الدولارات، وبعد نصف قرن من آخر رحلة أمريكية إلى القمر ضمن برنامج «أبولو»، وأشارت الوكالة إلى أنها لن تهبط الكبسولة «أوريون»غير المأهولة على القمر، بل ستقترب منه عند مسافة تصل إلى 64 ألف كيلومتر، في رقم قياسي لمركبة قابلة للسكن. وانطلق الصاروخ العملاق البالغ ارتفاع 98 مترا، الذي بدأ تطويره منذ أكثر من 10 سنوات، من مركز كينيدي للفضاء بقوة دفع تبلغ 4 ملايين كيلوجرام، وبسرعة بلغت 160 كيلومترا في الساعة في غضون ثوان، ويأتي الإطلاق بعد قرابة 3 أشهر من حادث تسرب وقود أعاد الصاروخ للإصلاح، وكان إعصار «إيان»، أجبر الصاروخ على العودة نهاية سبتمبر الماضي، حيث ظل متوقفا على الأرض مع اجتياح الإعصار «نيكول» للبلاد الأسبوع الماضي بسرعة رياح تزيد عن 130 كيلومترا في الساعة، ورغم أن الرياح اقتلعت حاجزا يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار بالقرب من الكبسولة، منح المسؤولون الضوء الأخضر لعملية الإطلاق. وتهدف مهمة «أرتيميس 1» التي يُتوقع أن تستمر نحو 25 يومًا ونصف اليوم، إلى التحقق من أن هذه المركبة الجديدة آمنة لنقل طواقم مستقبلية إلى القمر في السنوات المقبلة، فيما ستهبط الكبسولة العائدة في المحيط الهادئ في 11 ديسمبر المقبل، كما سيتم خلال المهمة، اختبار الدرع الحرارية للكبسولة في أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، بسرعة تقرب من 40 ألف كيلومتر في الساعة ودرجة حرارة توازي نصف حرارة سطح الشمس، ويفترض أن تجتاز الكبسولة نحو 1.2 كيلومتر حتى هبوطها في المحيط الهادئ. كما يستهدف برنامج «أرتيميس» بإرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة إلى القمر، فضلا عن إقامة وجود بشري دائم على القمر تحضيرًا للتوجه إلى المريخ. من جانبه قال رئيس وكالة ناسا بيل نيلسون، أمس الأول، إن «هذا الصاروخ حمل معه الكثير من العرق والدموع، ورغم حصول الإطلاق في وقت متأخر ليلاً، حضر حوالي 100 ألف شخص إلى المكان لمتابعة المشهد، خصوصاً في الشواطئ المحيطة بمركز كينيدي.
