يعتقد الكثير من الأزواج أن عدم الإنجاب عادة ما يكون فقط نتيجة الإصابة بمشاكل صحية في الجهاز التناسلي عند كل من الزوج والزوجة، ولكن ما يجهله الكثيرون أن الحالة الصحية للزوجين تؤثر بشكلة ما على الإنجاب، فبالنسبة للرجال هناك علاقة طردية بين صحة الرجل والحيوانات المنوية، فكلما كان الرجل أكثر صحة كلما كانت الحيوانات المنوية لديه أكثر صحة. ورغم أن معظم الرجال يعلمون جيدًا بأن هناك أشياء قد تؤثر على الحيوانات المنوية والخصوبة، مثل النحافة الشديدة أو الوزن الزائد، وكذلك التدخين والسجائر وغيرهما، إلا أنهم قد لا يكونون على دراية بأن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر أيضًا مع خصوبتهم. يقول دكتور جوشوا إم هورويتز، أخصائي الغدد الصماء الإنجابية، وشريك في«Reproductive Medicine Associates» في ولاية كونيتيكت، إن معظم الأدوية التي تؤثر على الحيوانات المنوية ستقلل من الإنتاج، مما يسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية، ولكن بعض الأدوية الأخرى يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تعمل بها الحيوانات المنوية نفسها. وانخفاض عدد الحيوانات المنوية يعني أن الرجل سيكون لديه عدد أقل من الحيوانات المنوية المتاحة لتخصيب البويضة، وإذا قلت قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، فستواجه صعوبة في الوصول إلى البويضة. وفي هذا التقرير تستعرض «المصري اليوم»، الأدوية التي تؤثر على سلامة الحيوانات المنوية لدى الرجال، وفقًا لما ذكره موقع «|Parents». الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات وجدت دراسة حديثة أن الرجال الذين تناولوا 1200 مليجرام من الإيبوبروفين يوميًا عانوا من حالة هرمونية مرتبطة بانخفاض الخصوبة، ولكن عادة ما تُصيب هذه الحالة الرجال الأكبر سنًا فقط، وليس من الواضح ما إذا كان الرجال الذين يتناولون جرعات أقل من الإيبوبروفين معرضين لنفس الخطر أم لا. العلاجات الطبيعية أو العشبية لمجرد أن الدواء به ملصق مدون عليه كلمة «طبيعي» أو جملة «مصنوع من الأعشاب»، لا يضمن ذلك أنه آمن أو حتى فعال، المشكلة في العلاجات الطبيعية أو العشبية هي أنها لا تخضع عموما لنفس الاختبارات العلمية ولا تخضع لتنظيم صارم مثل الأدوية، لذلك من الأفضل للرجال الابتعاد عنهم إذا كان الزوجان يحاولان الحمل. كذلك هناك سبب أخر يدفع الرجال إلى تجنب الأدوية المصنوعة طبيعيًا أو من الأعشاب، إذ يقول هورويتز إن أي مكمل موصوف على أنه يعزز الذكورة أو مدون عليه عبارة «T-BOOSTER» أو «andro booster»، يحتوي على هرمون التستوستيرون أو نظائره، ما يتسبب في تقليل عدد الحيوانات المنوية. المنشطات – العلاج بالتستوستيرون توقف هذه الأدوية إنتاج الحيوانات المنوية بشكل تام، إذ أن مكملات التستوستيرون من أي شكل من الأشكال ستتسبب في انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلى الصفر، سواء كان الرجل يتناولها بكميات قليلة في أي فيتامين، أو باستخدام المنشطات داخل صالات ألعاب الرياضة «الجيم»، أو بتناوله بديل لهرمون التستوستيرون بوصفة طبية من الطبيب. المكملات الغذائية أيضًا تقلل من قدرة الجسم على إنتاج هرمون التستوستيرون الخاص به، ما يجعله غير قادر على إنتاج الحيوانات المنوية، وقد يستغرق الأمر شهورًا أو سنوات قبل أن يستأنف الجسم إنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي بعد استخدام هرمون التستوستيرون، وذلك في حالةتعافيه بشكل كامل منه. أدوية العلاج الكيميائي تعمل أدوية العلاج الكيميائي على محو الحيوانات المنوية عند الرجل، فبحسب دكتور شونا موراي طبيبة أمراض النساء والتوليد ومديرة الطب التناسلي المتقدم في جامعة كولورادو دنفر، يعمل العلاج الكيميائي عن طريق قتل الخلايا سريعة الانقسام. ومن الشائع أن لا يكون لدى الرجال حيوانات منوية في القذف بعد العلاج الكيميائي، وقد تعود الخصوبة الطبيعية مرة أخرى في غضون سنة إلى خمس سنوات بعد التوقف عن تناول الأدوية، ومع ذلك، ليس من الواضح ما هو الضرر الذي يلحق بالحمض النووي للحيوانات المنوية، لذلك يًوصى بأن ينتظر الرجل عامين على الأقل بعد العلاج الكيميائي قبل محاولة الحمل، كما تقول الدكتور موراي. أدوية ضغط الدم تتسبب هذه الأدوية في انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، فإن أدوية ضغط الدم وتحديدًا «حاصرات قنوات الكالسيوم» من الممكن أن تتداخل مع قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة، كما ارتبطت بعض أدوية ضغط الدم بانخفاض حجم السائل المنوي وتركيز الحيوانات المنوية وحركتها. المواد الأفيونية الأدوية التي تحتوي على المواد الأفيونية، لا تسبب فقط مشاكل في الانتصاب أو القذف، بل يمكن أن تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية. مضادات الاكتئاب من المعروف أن العديد من مضادات الاكتئاب، وخاصة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية «SSRIs» يمكن أن تسبب انخفاض الرغبة الجنسية للشخص. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون ل«SSRIs» تأثير سلبي على إنتاج الحيوانات المنوية. المضادات الحيوية تقول موراي، إن عقار الكيتوكونازول وهو مضاد حيوي مضاد للفطريات، يتداخل مع هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية، كذلك المضادات الحيوية الأخرى قد يكون لها تأثير طفيف على وظيفة الحيوانات المنوية. وأضافت أن أي مرض كامن يسبب الحمى (وبالتالي يسخن الخصيتين) يمكن أن يؤثر سلبًا على عدد الحيوانات المنوية لمدة تصل إلى شهرين. الأدوية البيولوجية عادة ما تُستخدم هذه الأدوية في علاج اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة والتهاب القولون التقرحي، ويمكن أن يقلل بعضها من عدد الحيوانات المنوية، كما أشار هورويتز إنها يمكن أن تسبب أيضًا تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية. ويمكن أن يؤدي الحمض النووي التالف إلى عيوب خلقية أو إجهاض، لذلك يجب على أي رجل يستخدم هذه الأدوية استشارة الطبيب، قبل محاولة الحمل، ويستغرق الأمر حوالي ستة أشهر حتى تعود الحيوانات المنوية إلى طبيعتها بعد التوقف عن العلاج البيولوجي.
