سؤال طرحه الإعلامي عمرو أديب على الهواء: «إيه السبب لوجود سياح في تركيا أكتر من مصر» ليثير جدلا واسعا ما بين مؤيد ومعارض وسارد لأسباب عدة غير متعلقة بعدد الآثار أو الشواطئ الموجودة في البلدين المتنافسين منذ قرون طويلة على أصل الحضارة. أعداد السياح في تركيا حسب وزير السياحة والثقافة التركي، محمد نوري أرصوي؛ فإن عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا في 2021، تجاوز 30 مليون سائح، رغم ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد. ويتصدر قائمة السياح الزائرين لتركيا من الجنسية الروسية، حيث زار تركيا في 2021 نحو 4.694 مليون سائح من روسيا، في المرتبة الثانية جاء السياح من ألمانيا (3.085 مليون) ومن ثم أوكرانيا (2.060 مليون)، فيما شهدت البلاد نموًا في السياحة وعدد الزائرين قدرها 88.08% مقارنة ب 2020. وأضافت الوزارة أن عائدات السياحة التركية في 2021، بلغت أكثر من 24 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا المؤشر ارتفع بنسبة 103.02% مقارنة بعام 2020. وكان أكبر عدد للسائحين سجلته مصر في 2010، عندما زارها 14.7 مليون سائح، حيث بلغت الإيرادات 12.5 مليار دولار، ثم هوت إيرادات السياحة بأكثر من 66% خلال 2020، بسبب انتشار فيروس كورونا، لتهبط إلى نحو 4.4 مليار دولار، مقابل أكثر من 13 مليارًا في 2019، قبل أن تسترد نحو 68% من تلك الإيرادات في 2021. سعيد البطوطي، مستشار منظمة السياحة العالمية، فنّد ذلك في عدة أسباب، أولها أن الخدمات السياحية في تركيا أكثر من مصر، فيما يوجد درجات فندقية متعددة، وهناك خدمة أفضل ووسائل نقل خاصة وعامة بتسعيرة موحدة ولون موحد، وهذه كلها أشياء أكثر جذبًا للسياح. ويضيف الخبير السياحي، أن الطيران الشارتر التركي على سبيل المثال، يتم متابعته من الأسواق الأوروبية، وهناك منظمي رحلات في دول أوروبية ينفذون حملاتهم بدعم وتنسيق مع وزارة السياحة التركية مباشرة والقائمين على العمل السياحي، ويعملون بالتنسيق معها والخطوط التركية وغيرها من شركات الطيران التركية. وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية في الفنادق التركية تصل إلى نحو 55 مليون سائح، فيما تسستوعب مصر 17 مليونًا على الأقصى؛ وكل هذه أمور تجعل تركيا أكثر استقبالا للسياح، فقبل كورونا استقبلت مصر نحو 13 مليونًا، وتركيا 53 مليونًا، ومن ثم يظهر الفرق واضحا بين البلدين فيما يخص السياحة واستثمارها. على غنيم، عضو مجلس الاتحاد المصري للغرف السياحية، قال بدوره إن تركيا قريبة من أورووبا ومن ثم لا يحتاج السياح إلى تكلف مبالغ باهظة للسفر إليها، فمن الممكن السفر بالسيارة أو بالأتوبيس ليس فقط الطائرة التي تعد الأغلى سعرًا، إلى جانب أن تركيا في الصيف غالية الثمن، ما يعوض خسارتها في الشتاء ويظهر حجم الفارق في الوارد بين مصر وتركيا من السياحة. وجود شركة طيران بنفس جودة الخطوط الرسمية التركية أو الإماراتية يساعد في الترويج السياحي، يضيف «غنيم»، خاصة أن هذه الشركات تسافر لأغلب دول العالم وتنقل أعدادًا كبيرة أو ترانزيت على الأقل ليلتين داخل تركيا، ما يساعد في الترويج السياحي وزيادة عدد السياح سنويًا. يتابع «غنيم»: «هناك أمرًا آخر يتعلق بالسعر الجذاب للمقصد السياحي، فأغلب الشركات السياحية تتناقس فيما بينها على قلة السعر وليس الجودة ما أدى إلى تخفيض يخل بالمكسب وومن ثم آثر ذلك على وجوود أموال للصيانة في أغلب المناطق السياحية والفندقية وبالتالي قرار وزارة السياحة والآثار بخفض تقييم أغلب الفنادق لعدم الصيانة وجودة الخدمة المقدمة». وأضاف أن قلة السعر تؤدي إلى حالة من عدم الثقة بأن الخدمة رديئة، ما يؤدي إلى انصرف السياح إلى دولة مشابهة، ومنها تركيا، لكن يجب أن تتنافس الشركات المصرية في الخدمة المقدمة وزيادة جودتها، وليس في تقليل الأسعار، حتى يؤدي ذلك لزيادة الدخل من جهة والإيفاء بالمعايير الفندقية العالمية.
