انتشر مؤخرًا فى أوساط الشباب، وعبر منصات «السوشيال ميديا»، استخدام بعض أدوية علاج مرضى السكر فى التخسيس وعلاج مرضى السمنة، لدرجة أن تلك الأدوية التى تأتى على شكل حقن وتنتجها إحدى الشركات العالمية، سجلت نقصا كبيرا فى السوق الدوائية بمصر، عانى منه مرضى السكر بشكل كبير فى الأشهر الماضية. «المصرى اليوم» طرحت هذا الموضوع على كبار أساتذة السكر فى مصر، على هامش التجمع السنوى للجمعية العربية للسكر ودهنيات الدم «ديا إيجيبن»، وحذروا جميعهم من استخدام تلك الأدوية لعلاج السمنة لأنها لم تحصل على الترخيص الرسمى لهذا الاستخدام فى مصر، وقال الدكتور محمد خطاب، أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى، ورئيس الجمعية العربية للسكر ودهنيات الدم، إن استخدام بعض أدوية علاج السكر فى التخسيس وعلاج السمنة من قبل الكثيرين الفترة الماضية أمر ملحوظ، مشيرا إلى أن بعض أدوية السكر، سواء كانت حقنة أسبوعية أو قرصا يوميا، بدأت تستخدم فى التخسيس بشكل كبير جدا، لدرجة أنها لم تعد موجودة فى الأسواق بسبب الإقبال عليها. وأكد أستاذ أمراض السكر أنه وفقا للتراخيص الرسمية فى هذا الشأن فإنه لم يتم منح ترخيص لأدوية السكر للاستخدام فى علاج السمنة، وبالتالى يجب التوقف عن استخدامها فى هذا الغرض فورا، لسببين الأول أنها قد تسبب أعراضا جانبية نتيجة سوء الاستخدام دون استشارة طبية، وثانيا لأنها لم تعد موجودة فى الصيدليات ويعانى مرضى السكر من نقصها نتيجة التداول «غير المنضبط» لتلك الأدوية بهدف التخسيس. وشهدت تلك النقطة إجماعا من كافة الأطباء المشاركين فى المؤتمر السنوى للجمعية العربية للسكر ودهنيات الدم فى نسخته الرابعة عشرة، بمشاركة خبراء وممثلى جمعيات السكر فى أوروبا والدول العربية، حيث أثار الأطباء المشاركون تلك النقطة الهامة ورفضوا ما وصفوه ب«فوضى» استخدام أدوية السكر لعلاج السمنة دون وجود تصريح رسمى بهذا الاستخدام، لدرجة أن الكثير من السيدات فى النوادى الرياضية وعلى «السوشيال ميديا» يصفن تلك الحقنة لبعضهن البعض دون سند طبى، وهو ما تسبب فى نقصها بشكل كبير فى الصيدليات ومعاناة مرضى السكر من هذا النقص. وفى كلمته بالمؤتمر قال الدكتور إبراهيم الإبراشى، أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء بقصر العينى والعميد السابق للمعهد القومى للسكر، إن مصر أصبحت فى المرتبة العاشرة عالميا فى معدلات الإصابة بالسكر، لتتراجع بذلك مرتبة واحدة بعدما كانت فى المرتبة التاسعة عالميا، وذلك وفقا لتصنيف الاتحاد الدولى لأمراض السكر، مشيرا إلى أن مبادرة 100 مليون صحة ساهمت فى الكشف المبكر للمرض، ومن ثم العلاج وتجنب الدخول فى مضاعفات. وتابع: عدد المصابين فى مصر وفقا للاتحاد الدولى يصل إلى 10 ملايين و900 ألف إصابة فى الفئة العمرية من 20- 79 سنة، هذا بالإضافة إلى 6.8 مليون مصاب لكنهم غير مشخصين بالسكر، ليصل بذلك إجمالى عدد مرضى السكر فى مصر إلى قرابة 16 مليون مصاب، سواء من يعلمون بإصابتهم أو من لا يعلمون، لتكون بذلك مصر واحدة من أكثر دول العالم فى أعداد المصابين وليس فى نسبة الإصابة. من جانبه تحدث الدكتور عاطف بسيونى، أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء، عن تأثير الحالة النفسية وعلاقتها بالسكر، مؤكدًا أن العلاقة بين السكر والحالة النفسية للفرد هى علاقة تبادلية، بمعنى أن الحالة النفسية ترفع من فرص الإصابة بالسكرى لمن لديهم قابلية للإصابة بالمرض، وبالتالى الضغط النفسى والتوتر والاكتئاب وقلة ساعات النوم، من العوامل النفسية التى تزيد معدلات الإصابة بالسكر لمن لديهم القابلية، وعلى الجانب الآخر مرض السكر يؤدى لمضاعفات نفسية للأفراد المصابين. كما تحدث أستاذ السكر عما وصفه باضطرابات التغذية والشراهة فى الأكل وعلاقتها بالسكر، مشيرا إلى أن بعض الأفراد اعتادوا فتح الثلاجة ليلا وتناول كميات كبيرة من الطعام، وهؤلاء فى حالة تكرار تلك الظاهرة لمدة مرتين بالأسبوع لفترة ثلاثة أشهر فإنهم معرضون لإصابة باضطراب ضبط السكر نتيجة الشراهة فى الأكل فى توقيتات متأخرة.
