ألسنة لهب، وأفران درجة حرارتها تصل ل350 درجة مئوية، وغرف مظلمة وأجواء شديدة الحرارة.. وسط كل هذا يتراص عشرات العمال على «ستاندات» حديدية وخرسانية فى مسابك صهر المعادن والنحاس بمنطقة حمام الورشة، خلف كوم الناضورة بمنطقة العطارين وسط الإسكندرية، لإنتاج قوالب فنية وتحف رائعة يتم استخدامه فى الموبيليا والمنازل. «المصرى اليوم»، رصدت فى جولة ميدانية ومهمة رسمية، حال عمال المسابك تحت لهيب النار، والذين يسطرون نماذج مضيئة فى سجل العمل، والذين أكدوا أن الإنتاج يبدأ من خلال عملية القولبة وهى صنع تجويف أو قالب من الرمال عن طريق نمط يتم سكب المعدن المنصهر فيه لإنتاج الصب، ليتم صب الرمل وهو نوع مخصص يسمى ب«الرمال الخضراء»، المستخدمة فى الصب وتتميز بالتماسك والتصاق والمسامية والقوة الخضراء والليونة والانكسار، حيث أن القوة الخضراء هى الخاصية التى تخرج بعد خلط الماء فى الرمال الخضراء ويسمح الماء للقالب بالمتانة والقوة الكافية عند التعامل مع القالب أو صنعه. وأضاف العمال ل«المصرى اليوم»: «رغم وجود أنواع عديدة من الرمال المستخدمة فى المسابك، مثل الرمال الجافة والطفالية والناعمة والأرضية والمتماسكة، إلّا أن الرمال الخضراء تظل هى (البريمو) فى عملية الصب فى المسابك بشكل عام، باعتبارها هى الرمال المستخدمة فى الغالب فى قوالب الصب كونها فى الأساس خليط من الرمل والطين والماء». وعن خطوات التصنيع، أشاروا إلى أنها تمر ب 4 خطوات رئيسية فى عملية السبك فى القوالب، وهى الخطوة الأولى يتم خلالها إحضار رمل معين للاستخدام ورش التجويف الداخلى للقالب بمادة التشحيم ثم يتم غلقه لأن التشحيم يلعب دورا كبيرا فى خفض درجة حرارة القالب والمساعدة على إخراج المسبوك فى النهاية، وتجهيز الفورمات التى سيتم التصميم عليها، والخطوة الثانية يتم فيها حقن المعدن المصهور تحت ضغط عالى وتسييح النحاس فى الفرن بعد تشكيلها. ثم يفتح القالب ويقذف المسبوك إلى الخارج ثم يتم تنظيفه من الزوائد والتأكد من مطابقته للمواصفات والمقاييس المطلوبة لتركيبه على الموبيليا أو استخدامه فى الأثاث المنزلى أو غير ذلك، من خلال ورش منفصلة كل ورشة لها مرحلة معينة من هذه المراحل. وأوضحوا أنه يتم فى عملية صهر المعادن إعادة تشكيلها لتستخدم حسب طلب الزبون، مثل حوامل النجف، وصناعة أثاث المنازل، سواء فى غرفة الطعام أو غرفة النوم وصنابير المياة «الحنفيات» وخزانات المياة والسخانات، مشيرين إلى أنهم اكتسبوا خبرات طويلة فى هذا المجال تصل إلى 50 سنة وأكثر؛ أنتجوا خلالها العديد من الأطنان لمنتجات صهر المعادن.
