ذكر تقرير جديد نشرته الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية تدهور وضع الشعاب كثيرا خلال السنوات الماضية، حيث خسر الكوكب بين عامَي 2009 و2018 نحو 14% من شعابه المرجانية. وكانت الأممالمتحدة قد حذرت من أن 70 % من الشعاب المرجانية في العالم معرضة للتهديد، وقالت في بيان لها «20 % قد دمرّت بالفعل دون أمل في نموها من جديد، و24 % معرضة لخطر الموت الوشيك، و26 % إضافية معرضة لخطر التهديدات على المدى الأبعد». ووضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعادة تأهيل بيئتنا» في صميم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأعلنت الفترة 2021-2030 عقد الأممالمتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجى، وفي عام 2019 اعتمد برنامج الأممالمتحدة للبيئة قرارا خاصا بالإدارة المستدامة للشعاب المرجانية (القرار 4/13) يعترف بدور الإصلاح في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي وفقًا ل NOAA، فإن تبييض الشعاب المرجانية على البحر الأحمر عام 2015 دمر ما بين 29 و50 ٪ من الشعاب المرجانية . ومن جانبه أكد الدكتور عمرو زكريا حموده رئيس معهد علوم البحار والمصايد أن البحر الأحمر ليس مجرد بيئة فريدة من نوعها، ولكنه يتمتع أيضًا بتنوع كبير له قيمة علمية وبيئية مهمة، وله جمال كبير وقيمة للإنسانية أيضًا. ولفت خلال تصريحات صحفية ل«المصرى اليوم» أن الشعاب المرجانية موجودة منذ أكثر من 50 مليون سنة، ومع ذلك فإن بعض الشعاب المرجانية التي نشاهدها الآن يتراوح عمرها بين 5000 و10000 سنة، والشعاب المرجانية هي ثروة من الموارد الطبيعية على كوكبنا وأقدمها بالإضافة إلى ذلك فهي تحتوي على أكثر الظواهر الطبيعية روعة وغموضًا بالإضافة إلى الحياة في تعبيرها الكامل . وأوضح زكريا أنه إلى جانب أهمية الشعاب المرجانية التاريخية، فإن لها أهمية بيئية كبيرة لأن الشعاب المرجانيه قادره على حماية السواحل من العواصف والأمواج، كما تشكّل الشعاب مأوى لعديد من الكائنات الموجودة في البحر فتسهم في التنوّع البيئي البيولوجى، ومن هنا جاءت تسميتها «مدن البحار»، حيث أن أكثرُ من 30 في المئة من الكائنات المعرّفة والموجودة في البحر الأحمر تسكن داخل الشعاب المرجانية. وذكر حمودة أن الشعاب المرجانية قادرة على تخليص الكوكب من جزء كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وللمرجان كما هو معروف، بجانب أهميتها الاقتصادية حيث يأتي السائحون من أنحاء العالم لمشاهدة بيئة الشعاب المرجانية. وأكد حمودة أن التغير المناخى أحد أكبر التحديات التى تواجه الشعاب المرجانية على مدار 100 عاما القادمة، خاصة في ظل الاحترار العالمى وما يرتبط به من زيادات في درجات حرارة مياه البحر، وأن الشعاب المرجانية تتعرض لضغوط شديدة ومستمرة بسبب ظاهرتين تعرفان باسم «الاحترار» و«التحمُّض» وهما ناجمتان عن التغير المناخى. وأوضح حمودة أن ارتفاع درجة حرارة المياه درجة مئوية واحدة يتسبب بظاهرة ابيضاض الشعاب، فالطحالب الذي يعيش علاقة تكافلية مع هياكل الشعاب والذي يمنحها لونها، ينفصل عنها عندما ترتفع درجة الحرارة، وعندما يترك الطحالب الشعاب تضطر الهياكل للمقاومة وحدها ولا تستمر المقاومة طويلا تموت الشعاب المرجانية. وتابع حمودة: «إنه رغم هذه المعركة الصعبة التي يخوضها المرجان من أجل البقاء، وارتفاع معدّل تراجع الشعاب المرجانية إلا أن هناك مؤشرات بأن بعضها قادر على التعافي في حال أُبعِدت عنها التأثيرات السلبية، لذلك يؤكد تقرير الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية أن اتخاذ إجراءات فورية وجذرية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمكن له أن يساهم في تعافي مزيد من الشعاب المرجانية واستمراريتها في المستقبل».
