منذ شهرين تقريبًا، فوجئ رواد منطقة الخليفة بعلامة «X» باللون الأحمر أعلى قبر عميد الأدب العربي طه حسين، لم يعرف أحد حينها معنى اللون الأحمر، إلا أن الصدمة كانت بمعرفة أن تلك العلامة تعني هدم القبر وإزالته، بسبب التوسعات الجانبية التي تُجريها الحكومة على الطرق لتوسعتها لتفادي الازدحام المروري. ما حقيقة قرار إزالة قبر طه حسين؟ بالبحث عن أصل الحكاية، علمت «المصري اليوم» من مصادر مطلعة في محافظة القاهرة، أن قرارا بإزالة قبر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين صدر بالفعل، وسيتم ذلك خلال فترة قريبة، وذلك من أجل استكمال توسعة طرق ضمن مشروع عملاق تجريه الدولة المصرية لربط عدة محاور ببعض في ضوء العمل على تفادي الأزمة المرورية والزحام في كل أرجاء العاصمة. وبحسب المصدر المطلع على المشروع ل «المصري اليوم» فإنه سيتم إزالة المقابر بالكامل في منطقة الخليفة ولا يتعلق الأمر بقبر طه حسين عميد الأدب العربي وحيدًا، حيث من المقرر أن يبدأ الهدم للمقابر خلال الشهر الجديد سبتمبر من العام الجاري 2022 لبدء عملية البناء الجديدة للربط بين المحاور. وأكد المصدر، أن هناك تقديرا كبيرا يكنه الجميع لعميد الأدب العربي وكل الأماكن التي تقع فيها مقابر الشخصيات الهامة وعلى هذا الأساس سيتم نقلها إلى المقابر البديلة في منطقة 15 مايو، حيث تعد المقابر مجهزة هناك ولا تقف أمام أي توسعات قادمة خاصة مع التخطيط الجيد للمنطقة على عكس الأماكن القديمة في العاصمة القاهرة. وأشار إلى أن خدمة المصلحة العامة فوق أي اعتبار وفي نفس الوقت لن تعمل المحافظة على هدم المقابر دون الإجراءات التي تخص هذا الأمر والتي نفذتها في العديد من الأوقات من أجل التوسعات للطرق في كل أرجاء المحافظة، وعلى هذا الأساس سيتم نقلها إلى المقابر البديلة من أجل التوسعة الهائلة التي ستخدم كل سكان العاصمة ونواحيها. واعتبر أن رفض الناس أو قبولها لقرارات الإزالة هو محور قناعات شخصية لا يتم اتخاذ قرارات على أساسها وإنما يتم العمل بشكل كامل من أجل خدمة المصلحة العليا للبلاد والمواطنين، حيث سيشعر الجميع بأهمية المشروع التوسعي الذي يتم العمل عليه لربط عدة محاور في العاصمة خلال الفترة المقبلة. تعليق أسرة طه حسين مرة جديدة تثار القضية، مع انتشار أنباء بقرب إزالة القبر من محله من جديد، ونشرها من قبل مهتمين بالآثار والتراث خاصة وأنها تعود لعميد الأدب العربى ووزير المعارف الأسبق الدكتور طه حسين، ومن ثم طالبوا بضرورة التدخل للعمل على عدم إزالتها خلال الفترة المقبلة. «المصري اليوم» تواصلت مع أسرة عميد الأدب العربي، حيث أشارت السيدة مها نجلة حفيدته والمقيمة خارج البلاد، إلى أنهم خاطبوا كافة الجهات لمنع إزالة قبر جدهم، فيما لم يتم الرد عليهم بجديد منذ فترة طويلة، قبل أن يعرفوا أن المحافظة عازمة على هدم القبر بالفعل خلال الفترة الماضية. وأضافت أن المحافظة لم ترد على استفساراتهم، فيما تم التواصل مرة واحدة عرفوا من خلالها من أحد القائمين على الأمر في محافظة القاهرة وتحديدا منطقة الخليفة التي تتبع لها مقابر طه حسين أن القبر يقف في وجه توسعات للطرق ومن ثم إزالته تدخل في نطاق المصلحة العامة، في الوقت الذي سيتم نقل الرفاة إلى مكان آخر مناسب. وأشارت إلى أنها تأمل أن يتم التراجع عن إزالة قبر طه حسين خاصة لما له من قيمة أدبية كبيرة، إلى جانب أن نقل الرفاة بعد كل هذه السنين قد يضرها ويبعثرها إذا كانت موجودة من الأساس، ومن ثم لا يعد الأمر إلا إضاعة أثر وتراث تاريخى لقيمة كبيرة مثل طه حسين، الذي قدم الكثير إلى بلاده ووطنه. وفي السياق ذاته، علق حسن الزيات، حفيد طه حسين، على انتشار صور للمقبرة مدون عليها كلمة إزالة، بأن المحافظة لم تخبرهم بأي شيء حتى هذه اللحظة مع طلباتهم المستمرة بتوضيح الأمر للعائلة حتى يتثنى لها التحرك بشكل عاجل خلال الفترة المقبلة فيما يخص رفاة عناصرها المدفونين في نفس المكان. وأضاف في تصريح خاص ل«المصري اليوم» أن الأسرة لم تذهب للمحافظة حتى هذه اللحظة على الرغم من انتشار صورا تفيد بكتابة اسم إزالة على المدفن، حيث تعتبر أن الطرق السليمة هي مخاطبة الأسرة من قبل الجهة الحكومية القائمة على الهدم ومن ثم يمكن التحرك، إلا أنه مع عدم مخاطبتنا من أي جهة لن نتحرك في أي اتجاه.
