هدم حديقة أنطونيادس في الإسكندرية.. شائعة انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضين، مفادها اعتزام الدولة هدم الحديقة الأثرية واستغلالها ضمن أحد المشروعات الجارية. حقيقة هدم حديقة أنطونيادس الدكتورة بدرية حسن، مديرة حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، كشفت عن التطوير الذي تشهده الحديقة الأثرية، قائلة في تصريحات صحفية: إن هناك عملية تطوير شاملة تجري ب حديقة أنطونيادس، مؤكدة أن العمل يجري حاليًا على قدم وساق. ونفت حسن صحة ما يتردد بشأن هدم حديقة أنطونيادس وقطع أشجارها النادرة، مؤكدة أن ما يجري هو عملية تقليم وتهذيب لهذه الأشجار للتوجيه للنمو السليم، ضمن خطة التطوير الشاملة. وأوضحت مديرة حديقة أنطونيادس أنه يجري بناء أسوار جديدة للحديقة، نظرًا لتهالك الأسوار القديمة للحديقة التي تقع على مساحة 96 فدانًا، مع الحفاظ على تاريخ الحديقة والتماثيل الموجودة بها، ونباتاتها النادرة، وكل ما تتميز به حديقة أنطونيادس التي تعد من أقدم الحدائق في مصر، مع التجديد وإظهار الأشياء التي تأثرت بعوامل الزمن. ما هي حدائق أنطونيادس حدائق وقصر أنطونيادس هي حدائق يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية في مصر، وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية، وتعد واحدة من أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو «جنات النعيم» في العصر البطلمي، حيث عاصرت هذه الضاحية أحداثًا تاريخية مهمة لملوك البطالمة. في القرن 19 كانت حديقة أنطونيادس ملكا لأحد أثرياء اليونانين، وكانت تعرف باسمه «حدائق باستيريه» حتى تملكها محمد على باشا، وأقام قصرا له فيها، وفي عام 1860 م عُهد من قبل الخديوي إسماعيل إلى الفنان الفرنسي «بول ريشار» بإعادة إنشاء حديقة أنطونيادس كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس، التي أقام بها الخديو إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا، وكانت مساحة الحدائق آنذاك نحو 50 فدانًا، بل وصلت مساحة الحدائق نتيجة التوسعات التي أمر بها الخديو إسماعيل إلى محل نادي سموحة حاليًا. وأضيف وقتها عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة إلى الحديقة، حيث عرف عن الخديوي إسماعيل ولعه بصيد الطيور بها، ثم انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء، وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس عام 1860 م والذي سميت الحدائق باسمه لاحقا، إذ ظل جون أنطونيادس زمنًا في القصر، وعندما توفي عام 1895 م آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطوني، الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية سنة 1918 م. وتوجد في حديقة أنطونيادس مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال، وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية، وأيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرمر. ومن حدائق أنطونياديس حديقة المشاهير والتي تضم تماثيل لفاسكو دي غاما وكريستوفر كولومبس وماجلان، وكذلك حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس، وحديقة الورد التي صممها المهندس الفرنسي ديشون ومساحتها 5 أفدنة ويوجد بها نافورة مياه يتوسطها تمثال رخامي، كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة. تطوير حديقة أنطونيادس وعبر صفحته الشخصية ب«فيسبوك»، نفى الدكتور هاني النجار؛ الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، صحة ما يتردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن تطوير حديقة أنطونيادس سيفقدها تراثها، مؤكدا أن ما تعرضت له حديقة أنطونيادس خلال السنوات الماضية جعل نباتاتها ومسطحاتها الخضراء بها في حالة سيئة، لانعدام المياه، حيث إنها لم يدخلها مياه سوى الأمطار منذ 2013. وذكر أن إعادة تطوير حديقة أنطونيادس خطوة إيجابية مهمة لحمايتها والحفاظ عليها، مؤكدا أنه خلال السنوات الماضية عانت أشجار حديقة أنطونيادس من قلة التقليم، فضلا عن انتشار القوارض والثعابين بصورة كبيرة، وقلة الصيانة، بالإضافة إلى الأشجار التي أصبحت تعاني إصابات شديدة بسبب السوس. تطوير حديقة أنطونيادس بالإسكندرية تطوير حديقة أنطونيادس بالإسكندرية تطوير حديقة أنطونيادس بالإسكندرية