قضى 119 باكستانيًا خلال الساعات ال 24 الأخيرة لترتفع حصيلة ضحايا الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية التي بدأت في يونيو إلى 1033 وذلك، وفق آخر حصيلة أصدرتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، اليوم الأحد وسط مخاوف من تداعيات التغيرات المناخية في ظل اتهام السلطات الباكستانية بعض البلدان بالاستمرار في التصرفات غير المسؤولة بيئيًا. وبينما لا تزال الأمطار الغزيرة التي طالت أكثر من 33 مليون نسمة تهطل على بعض أنحاء البلد تقدر السلطات الباكستانية أن سبب الأمطار الهائلة والمدمرة هو التغير المناخية؛ ما دفع الحكومة الباكستانية لإصدار أوامرها بإخلاء منازل الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من مجاري الأنهار التي تشهد فيضانات شمالي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن، أحد المتضررين ويدعى جنيد خان هو صاحب مزرعتين لتربية الأسماك في شارسادا، قوله أن منزله اختفى تماما جراء الفيضانات. وتعد الأمطار الموسمية السنوية، التي تمتد عادة من شهر يونيو إلى سبتمب مهمة لري المحاصيل وتجديد موارد البحيرات والسدود في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية، لكنها تجلب معها أيضًا موجة من الدمار والمآسي كل عام؛ إذ وأضرَّت بأكثر من 33 مليون شخص، ودمرت نحو مليون منزل كليًا أو على نحو خطر، ووذلك وفق تقديرات باكستانية رسمية. تمر الفيضانات بالقرب من أنهار سوات وجندي وكابول عبر مخانق ضيقة في المدينة قبل أن تنضم إلى نهر السند. كما فاضت مياه أودية في مقاطعة «خيبر بختونخوا» ودمرت العشرات من المباني من بينها فندق يضم 150 غرفة جرفته المياه. تداعيات الممارسات غير المسؤولة بيئيًا وأمرت السلطات الآلاف من سكان مقاطعة سوات بإخلاء بيوتهم قبل أن تفيض الأنهار، أمس السبت. وقال المتحدث الرسمي باسم خدمات الطوارئ بلال فايزي، أن بعض المتضررين رفضوا المغادرة في البداية قبل أن يضطروا للرضوخ للأوامر الحكومية حفاظًا على سلامتهم. وأشارت السلطات الباكستانية إلى أن فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010، التي كانت الأسوأ على الإطلاق، حين قتل أكثر من ألفي شخص وحاصرت المياه نحو خمس سكان البلاد، كما أرجعت السلطات تلك الكارثة البيئية إلى تدجاعيات التغيرات المناخية. مؤكدة أن البلاد تتأثر بشكل غير عادل بتداعيات الممارسات غير المسؤولة بيئياً في أنحاء العالم. وفقًا ل«اندبندنت». باكستان المرتبة الثامنة في مؤشر أخطار المناخ تحتل باكستان المرتبة الثامنة في مؤشر أخطار المناخ العالمي، وهي قائمة تعدها المنظمة البيئية غير الحكومية «جرمان ووتش» للبلدان التي تعد الأكثر عرضة للظواهر الجوية القصوى الناجمة عن تغير المناخ. غير أن السكان يتحملون جزءاً من المسؤولية في الأضرار الناجمة، فقد أسهم الفساد ومشاريع البناء التي لا تراعي السلامة في تشيد الآلاف من المباني بمناطق مهددة بالسيول والفيضانات. السلطات تعلن حالة الطوارئ وأعلنت الحكومة، الجمعة الماضية، حالة الطوارئ وسخرت الجيش لمواجهة «هده الكارثة التي بلغت نطاقاً نادر الحدوث». وفقاً للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، تسببت الأمطار الموسمية منذ يونيو في إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي المزروعة وتدمير 3100 كيلومتر من الطرقات وجرف 149 جسراً.
