عقب 24 ساعة من اغتيال ابنة المفكر الروسي، ألكسندر دوجين، المقرب من الرئيس الروسي والذي يصفه مراقبون بأنه «عقل بوتين»، كشفت وسائل إعلام روسية تفاصيل جديدة حول منفذة عملية الاغتيال. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن جهاز الأمن الفدرالي الروسي، أن مرتكبة جريمة قتل داريا دوجين هي مواطنة أوكرانية اختفت بعد الجريمة في إستونيا. وأكد الجهاز الاستخباراتي الروسي أن الأجهزة الاستخباراتية في كييف هي من خططت ونفذت عملية الاغتيال. وتعتقد الاستخبارات الروسية أن العملية كانت تستهدف قتل دوجين الأب كونه صديقًا مقربًا لبوتين. كانت داريا لقيت حتفها حرقًا بعدما تم تفخيخ سيارتها إثر مغادرتها فعالية شعبية بالقرب من موسكو أمس الأول السبت. ووفقًا لأحد منظمي هذه الفعالية كان من المفترض أن يستقل والدها هذه السيارة التي انفجرت؛ إذ ترجه الأجهزة الأمنية أن دوجين الأب هو المستهدف من العملية. وعملت داريا دوجين سكرتيرة صحفية لوالدها، الذي يوصف بأنه «عقل بوتين المدبر»، وهو قومي من أبرز المنظّرين لأيديولوجية الكرملين الذين تنبؤوا بانتهاء عصر الليبرالية الغربية. ووفق التقارير التي وردت على وسائل الإعلام في موسكو، فقد كانت القتيلة على قائمة العقوبات البريطانية بسبب نشرها أخبارا كاذبة عن الحرب الروسية على أوكرانيا. دوجين الأب يتنبأ بمصير ابنته قبل عام كتب الفيلسوف والمفكر الروسى ألكسندر دوجين والذي يلقب ب «العقل المدبر ل بوتين» في تغريدة «ما لا يقتلني يقتل شخصًا آخر»، فيما يشبه تنبؤ بتفاصيل محاولة اغتياله الفاشلة التي أودت بحياة ابنته حرقًا، بعدما انفجرت السيارة التي كانت تستقلها، بينما نجى دوجين بمعجزة، في الذكرى ال82 لاغتيال المفكر والفيلسوف الروسي ليون تروتسكي وهو ماركسي بارز وأحد زعماء ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 إضافة إلى الحركة الشيوعية العالمية في النصف الأول للقرن الماضي ومؤسس المذهب التروتسكي الشيوعي بصفته إحدى فصائل الشيوعية الذي يدعو إلى الثورة العالمية الدائمة، وتسلم بعدها مفوضية الحرب، ومؤسس الجيش الأحمر، وقوى من خلالها كيان الجيش الأحمر، كما أنه عضو المكتب السياسي في الحزب البلشفي إبان حكم لينين. والتقطت كاميرات الهاتف في مكان الحادث دوجين وهو واقف وقد أصابته في الصدمة والذهول والحزن وهو يشاهد سيارته وبداخلها ابنته داريا تحترقان. دوجين هو مؤلف النظرية السياسية الرابعة ويهدف نشاط دوجين السياسي إلى إنشاء قوة عظمى أوراسية من خلال اندماج روسيا مع الجمهوريات السوفيتية السابقة في الاتحاد الأوراسي الجديد، يعتبره الغرب أحد الأعداء لأنه يصوغ «أيديولوجية روسية جديدة» وهي «العالم الروسي»، و«دوجين» يعد من أبرز المنظرين لأيديولوجية الكرملين الذين تنبأوا بانتهاء عصر الليبرالية الغربية. وأشارت «سي إن إن» إلى أن ألكسندر دوجين هو «كاتب ومنظر روسي من اليمين المتطرف، يُنسب إليه الفضل في كونه المهندس أو المرشد الروحي لغزو روسيالأوكرانيا». وأضافت أن دوجين يتمتع بنفوذ كبير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكثيرا ما يوصف بأنه عقل بوتين. وعملت «داريا دوجين» سكرتيرة صحفية لوالدها، وكانت تنشر على صفحاتها المقولات والايديولوجيات والافكار وكان يدعمها كريستو جروزيف بالنشر والمقولات والفكر، مما دفع بريطانيا لوضعها على قائمة العقوبات مؤخرًا. ووقع الحادث عندما كانت داريا تقود سيارتها على الطريق السريع بالقرب من قرية بولشية، فوقع انفجار واشتعلت النيران في السيارة على الفور. الغريب في تلك الحادثة المأساوية هو الفيلسوف الروسي، الذي كان من المقرر أن يستقل السيارة مع ابنته لكنه استقل سيارة أخرى في اللحظة الأخيرة، الأمر الذي دفع المحققين في الانفجار على أنه ضربة مستهدفة ربما كانت مقصودة لألكسندر دوجين، الذي يُعتقد أنه «القوة الدافعة» وراء العملية العسكرية في أوكرانيا. وفى لقاء سابق له قال دوجين إن تصوراته تلتقى مع تصورات بوتين، خاصةً حول القضايا الجيوسياسية، فهو «ينظّر وبوتين يطبق» على أرض الواقع، وانتشرت أفكاره في منتصف التسعينيات، خاصة في الأوساط العسكرية وجهاز الاستخبارات. وأخبر كراسنوف وكالة «تاس» أنه يعرف ابنة دوجين شخصيا، وأن السيارة التي كانت تستقلها تخص والدها، مضيفا ساد الاعتقاد أن الوالد كان الهدف الحقيقي للانفجار، أو ربما كلاهما. وأضاف: «أنها سيارة والدها ألكسندر.. (داريا) تقود سيارة أخرى، لكنها قادت سيارته اليوم، وذهب والدها وحده». وقد ولدت ابنته داريا عام 1992، ودرست الفلسفة في جامعة موسكو الحكومية. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، «في حال ثبت تورط السلطات الأوكرانية في مقتل داريا دوجين، ابنة المفكر الروسي الشهير ألكسندر دوجين مساء أمس السبت، سيكون ذلك إشارة إلى انتهاج كييف سياسة إرهاب الدولة». وكتبت زاخاروفا عبر حسابها على تليجرام اليوم الأحد: «لو ثبت التورط الأوكراني في هذه العملية، كما أشار رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشلين، سيكون هناك حاجة للحديث عن سياسة إرهاب الدولة، التي ينتهجها نظام كييف»، مشيرة إلى ضرورة التحقق من ذلك عبر السلطات الروسية المختصة.
