سادت حالة من الهدوء بميدان التحرير، السبت، وسط حالة من الجدل بين المعتصمين حول الاعتصام في الميدان، أو تركه، فيما حضر مهندسون وعمال من شركة المقاولون العرب لترميم المجمع العلمي المصري، وفتح المعتصمون الميدان، السبت، للمرور بعد غلقه لمدة 24 ساعة في مليونية «حرائر مصر». وأطلقت مجموعة من النشطاء مبادرة لإنقاذ الثورة، دعت فيها إلى النزول لميدان التحرير يوم 25 يناير المقبل لمطالبة المجلس العسكري بفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، وغلقه فى يوم 11 فبراير 2012، على أن تنتهى إجراءات الانتخابات وتنصيب رئيس جديد لمصر فى غضون 60 يوماً. ورصدت «المصرى اليوم» تراجع أعداد الخيام المتواجدة بوسط الميدان، ولم يتبق سوى عدد قليل منها بالكعكة الحجرية، مع انتظام حركة المرور بالميدان، منذ صباح السبت، وحتى الآن، بعد ظهر السبت، وانتشار العديد من الباعة الجائلين، فيما وقعت مشادات كلامية بين المعتصمين وعدد من المارة بسبب محاولة المارة إقناع المعتصمين بمغادرة الميدان، واتهامهم بأنهم يحاولون إثارة الفوضى والخراب بمصر، مما أثار غضب عدد من المعتصمين، الذين ردوا عليهم بأنهم سيظلون في اعتصامهم حتى يحصلوا على حق الشهداء، وتحقيق أهداف الثورة التى لم تكتمل بعد، على حد وصفهم. وأعلنت حركة شباب 6 أبريل، الجبهة الديمقراطية، تعليق اعتصامها بميدان التحرير عقب مظاهرات جمعة «حرائر مصر»، استعداداً لحشد الجماهير فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير وإمهال المجلس العسكري فرصة أخيرة لتنفيذ مطالب الثورة، التى يأتي في مقدمتها تسليم السلطة فوراً لرئيس مدني منتخب، من خلال التعجيل بالانتخابات الرئاسية عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب مباشرة. وأضاف بيان للحركة، السبت، أن انتخاب رئيس للبلاد وتسليمه السلطة هو مطلب غير قابل للتأجيل حرصاً على المصلحة العامة للدولة. وطالبت حركة 6 أبريل بضرورة تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة لا تمت بأي صلة للمجلس العسكري، للوقوف على حقائق الأمور ومحاسبة المتورطين فى قتل الثوار في كل الأحداث التي تلت الثورة. في سياق آخر، تواجد عدد من المهندسين والعمال التابعين لشركة المقاولون العرب، لإعادة ترميم مبنى المجمع العلمي المصري المتواجد في شارع قصر العيني، بعد نشوب النيران به، التي أدت إلى إحداث تلفيات كبيرة بالمبنى، وتصدع جدرانه، وحرق معظم ما يحتويه من الكتب والأوراق والخرائط التاريخية النادرة. واستمرت هيئة النظافة التابعة لمحافظة القاهرة في أعمال النظافة أمام مجلس الوزراء، خلف الحائط الخرساني بشارع قصر العيني، فيما واصل العمال أعمال الصيانة لمجلس الوزراء، وإصلاح التلفيات التي لحقت به خلال الأحداث في الفترة الماضية.
