طالبت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار عبدالشافى عثمان، فى الجلسة الثانية لمحاكمة المتهم بذبح ابنة عمته، الطفلة «أ. ن»، المعروفة ب«شهيدة العفة والطهارة»، داخل منزلها بمنطقة البراجيل، بانتداب محام للجانى، بعد تنحى محاميه عن استكمال الدفاع عنه، وقررت تأجيل القضية إلى اليوم لسماع المرافعة. وسمح القاضى للمتهم «أندرو» بالخروج من قفص الاتهام، وسأله: «أنت قتلت المجنى عليها؟»، فأجاب: «أيوه»، وحين قال له: «المحامى بتاعك تنحى عن الدفاع عنك الجلسة اللى فاتت، تحب ننتدبلك محاميا آخر؟»، رد عليه: «يا أفندم مش عاوز محامى، عاوز الحكم يصدر علىّ النهارده وبسرعة». القاضى أفهم المتهم أن القانون يجيز له انتدابِ محام، ليشير «أندرو» إلى محاميه المتنحى فى أثناء الجلسة، الذى طلب من رئيس المحكمة، الكلمة، قائلًا: «منذ 4 أيام بالتمام توليت الدفاع عن موكلى، وحتى الوقت الحالى لم أجلس معه بمفردى، ولما التقيت به قال لى تفاصيل عن القضية لم أستطع البوح بها علانية، ولم يذكرها أمام النيابة العامة، ولأسباب خاصة أرفض الدفاع عنه». رئيس الجنايات، بدوره، أعاد سؤاله على المتهم: «يا أندرو المحامى تنحى، ننتدبلك غيره؟».. فأبدى تمسكه به: «عاوزه هو اللى يترافع عنى»، ليقول الأخير للقاضى: «أطالب بأجل طويل للقضية، لأنى مقدرش فى قضية زى دى أترافع من غير ما أقعد مع كل الأطراف، لازم أقابل أهل المجنى عليها»، لترد عليه المحكمة باستنكار: «ينفع تتنحى بعدين ترجع تانى، إيه موقفك النهائى؟»، ليؤكد: «أنا متمسك بالتنحى، ووالدة المتهم حملت لى أمانة إنها هتجيب له محامى تانى غير اللى ستنتدبه الجنايات». ورفعت المحكمة الجلسة لإصدار القرار، وظهر المتهم جالسًا وسط المتهمين على مقاعد خشبية داخل القاعة، يتبادل الابتسامات مع أهله وأصدقائه ويدخن السجائر، ويلوح بعلامة النصر بيديه، فيما رفضت والدته التحدث مع أحد. وبرر المحامى قراره بالتنحى إلى أنه لم يلتق أسرة الطفلة المجنى عليها، واكتفى بالاتصال بوالدها أمس الأول، وموكله حكى له تفاصيل صادمة لم يحكها للنيابة العامة، زاعمًا أنها ستغير مسار القضية من قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد للضرب المفضى إلى الموت. فى المقابل، حضر والدا «أمل» يحتضنان صورتها، مؤكدين أنهما لن يفرطا فى حق ابنتهما أبدًا، وأوضحا أن محامى «أندرو» تواصل معهما «عاوز أقعد معاكم ونحل المشكلة»، فقالا له: «انت ممكن تسيب حق بنتك.. تقتل بخسة وغدر.. دى كانت قاعدة فى البيت وهو خبط على الباب طلب منها كوب مياه اصطحبها داخل البيت حاول التعدى عليها، ولما أخوها طرق الباب خاف افتضاح أمره، جاب سكينة من المطبخ طعنها بها لإسكات صراخها، ولأن السكينة كانت تلمه جاب أخرى حادة وذبحها». يبكى والد المجنى عليها: «أمل سابت لنا أحلى ذكرى فى حياتنا، دمها غرق حجرة نومنا، كل يوم نقبل مكان دمها، بنتنا شهيدة العفة والطهارة، حقها لازم هيرجع، واثقين فى القضاء إنه هيجيب حقها». وفى الناحية الأخرى تنهار الأم: «جتلى جلطة لما عرفت أن ابن خالها هو اللى قتلها، ومفروض هى من لحمه ودمه، وكان بيبكى معانا عليها زى الذئاب، ويقول أعرف مين عمل فيها كده وهدبحه.. وهو اللى دبحها»، وطالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم الذى حرمها من ابنتها الوحيدة، مشيرةً إلى أن طفلتها دافعت عن جسدها حتى آخر لحظاتها فى الحياة.
